للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[جزيرة العرب]

صفحة مجيدة من تاريخها القديم

بقلم الأستاذ رزوق عيسى

كلمة عرب وأصل معناها. المكتشفات الحديثة. الكتابات الأثرية. ملكة سبأ والسبئيون. معين والمعينيون. اكتشاف أسماء ٣٢ ملكاً. التجارة القديمة وطرق المواصلات. اللبان والأطياب. المعارف والعلوم في الجاهلية. التقاليد والروايات القديمة. الإله أونيس. الأنباط. وطن الساميين الأول. الحروف الهجائية العربية أقدم من الحروف الفينيقية. شهادة من التواريخ القديمة العهد.

ذهب اللغويون والمؤرخون في معنى كلمة عرب مذاهب متعددة، فمنهم من قال إنهم تسموا باسم جدهم يعرب بن قحطان، وذهب فريق إلى أن العرب مشتقة من (عربا) وهي مفقودة في العربية إلا أنها موجودة في العبرية والآرامية بمعنى البادية والصحراء، ومنهم من زعم أن كلمة (عرباء) وردت في العربية بمعنى خالص في قولهم العرب العرباء أي العرب الخلص، وهم أهل البادية؛ وقال آخرون إن اسم العرب وبلادهم التي تدعى جزيرة العرب مشتق من لفظة (عربة) وهي أرض بتهامة دعيت بذلك أخذاً من يعرب بن قحطان جد العرب الأولين، وفي فلسطين موضع يسمى عربة أيضاً كما جاء مراصد الاطلاع.

والأقرب إلى الصواب أن لفظة عرب مشتقة من (أوربي) الشمرية بمعنى سكان الخيام، فأن كلمة أور - أو - أورو التي أصبحت في عصر البابليين والآشوريين بمعنى مدينة كان يراد بها في عهد الشمريين الخيمة، ثم أطلقت على الدار من باب التوسع. وهذا الاشتقاق ليس ببعيد، لأن العرب من أعرق الشعوب في القدم، وقد عاصروا جميع الأمم المعروفة في التاريخ كالشمريين والآكديين، والبابليين، والكلدان، والآشوريين، والميتانيين، والحثيين، والمصريين، والفرس، واليونان، والرومان. وكانت بلاد العرب تعرف عند الآشوريين باسم أريبي وأهلها أوربي أو أوروبي، ومعناها ديار ساكني الخيام.

جزيرة العرب قديمة جداً، ولا تفوقها في القدم ديار مصر وبابل، وقد جاء في كتاب مصادر البشر لمؤلفه صموئيل لينغ الإنكليزي ما نصه: (عثرنا مؤخراً في أصقاع عربية على أنباء آثار وكتابات ربما ضارعت في قدمها أنباء بلاد مصر والكلدان، فقد كانت بلاد العرب، ولم

<<  <  ج:
ص:  >  >>