في (مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة) لابن قيم الجوزية: قال لي شيخ الإسلام (رضي الله عنه) - وقد جعلت أورد عليه إيراداً بعد إيراد -: (لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها، فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته. وإلا فإذا أشربت قلبك كل شبهة تمر عليك صار مقراً للشبهات)
فما أعلم أني انتفعت بوصية كانتفاعي بذلك
٣٢٧ - يزيدهم حرصاً على الإسلام
في (الأحكام في أصول الأحكام لابن حزم: أن رسول الله لما خرج إلى بني قريظة والنضير قال له أبو بكر وعمر: يا رسول الله، إن الناس يزيدهم حرصاً على الإسلام أن يروا عليك زياً حسناً من الدنيا، فانظر إلى الحلة التي أهداها لك سعد بن عبادة فالبسها، فليرك اليوم المشركون أن عليك زياً حسناً
قال: أفعل
٣٢٨ - إن الاحتمال قبر المعايب
قال الأنباري في (طبقات الأدباء): كان شيخنا ابن الشجري (هبة الله بن علي) وقوراً في مجلسه، ذا سمت حسن لا يكاد يتكلم في مجلسه بكلمة إلا تتضمن أدب نفس أو أدب درس. اختصم إليه يوماً رجلان من العلويين فجعل أحدهما يشكو ويقول عن الآخر: إنه قال في كذا وكذا. فقال له الشريف (ابن الشجري): يا بني، احتمل فإن الاحتمال قبر المعايب
وهذه كلمة حسنة نافعة فإن كثيراً من الناس تكون لهم عيون فيغضون عن عيوب الناس ويسكتون عنها فتذهب عيوب لهم كانت فيهم، وكثير من الناس يتعرضون لعيوب الناس فتصير لهم عيوب لم تكن فيهم