أبو القاسم اليزيدي: كان أبو عمرو بن العلاء في مجلس إبراهيم بن عبد الله، فسأل عن رجل من أصحابه فقده، فقال لبعض من حضره: اذهب فاسأل عنه. فرجع فقال: تركته يريد أن يموت. فضحك منه بعض القوم وقال: في الدنيا إنسان يريد أن يموت!
فقال إبراهيم: لقد ضحكتم منها عربية؛ إن (يريد) في معنى يكاد، قال الله تعالى: (جداراً يريد أن ينقض) أي يكاد
فقال أبو عمرو: لا نزال بخير ما كان فينا مثلك
٣٣٠ - وأرى الغيب فيه مثل العيان
أبو القاسم المحسن بن عمرو بن المعلى:
لست أدري ولا المنجم يدري ... ما يريد القضاء بالإنسان
غير أني أقول قول محق ... وأرى الغيب فيه مثل العيان:
إن من كان محسناً قابلته ... بجميل عواقب الإحسان
٣٣١ - اتفاق عجيب
قال ابن بسام: من عجائب ما جرى لأبي العلاء صاعد بن الحسين البغدادي - الوافد على الأندلس - أنه أهدى أيلاً إلى المنصور بن أبي عامر - ملك الأندلس - وكتب على يد موصله قصيدة منها:
عبدٌ جذبتَ بِضَبْعِه ورفعت من ... مقداره أهدى إليك بأيل
سميتُه (غرسيّة) وبعثته ... في حبله ليصحّ فيه تَفَؤُلي
فقضى في سابق علم الله أن ملك الروم (غرسية) أسر في ذلك اليوم الذي بعث فيه بالأيل بعينه، وسماه باسمه على التفاؤل، وكان غرسية أمنع من النجم. وسبب أخذه أنه خرج يتصيد فلقيته خيل للمنصور من غير قصد فأسرته وجاءت به، فكان هذا الاتفاق مما عظم به العجب
٣٣٢ - لكن عندي عتيق سنتين
قال ياقوت: قال المرزباني: قال عبد الله بن عياش: كنت أنا وسفيان الثوري وشريك بن عبد الله (القاضي، الفقيه) نتماشى بين الحيرة والكوفة فرأينا شيخاً أبيض الرأس واللحية