للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكميت بن زيد]

شاعر العصر المرواني

للأستاذ عبد المتعال الصعيدي

- ٢ -

سيرته

ولد الكميت بالكوفة سنة ستين للهجرة، وهي السنة التي قتل فيها الحسين رضي الله عنه، وكان أهل الكوفة قد دعوه ليبايعوه في بدء عهد يزيد بن معاوية، فسار إليهم من مكة إلى أن وصل إلى كربلاء، فقتله فيها جيش عبيد الله ابن زياد

وكانت الكوفة عاصمة العراق وما إليه من بلاد فارس وما حواليها، وكانت أيضاً مهداً للتشيع العلوي من يوم أن اتخذها علي رضي الله عنه عاصمة لخلافته، كما كانت دمشق بالشام مهداً للتشيع الأموي بتأثير معاوية رضي الله عنه، ولعلهما بهذا أرادا أن يستغلا العصبية القديمة بين العراق والشام، فقد كانت هناك منافسة شديدة في الجاهلية بين عرب العراق وعلى رأسهم دولة المناذرة، وبين عرب الشام وعلى رأسهم دولة الغساسنة. ولم يترك علي (ض) المدينة التي كانت عاصمة الخلفاء قبله إلى الكوفة إلا ليكون له أهل العراق على معاوية وأهل الشام، ويساعدوه على أن تكون الخلافة بعاصمتهم، فتحيا بها بلادهم، ويكون خيرها لهم، ولا يستأثر به أهل الشام دونهم؛ وهذا إلى ما في العراق من الرجال والخصب، فيضاهي بهذا خصب الشام بالمال والرجال، ويجد من الحاقدين على معاوية وبني أمية ما لا يجده في مكة والمدينة

وقد كان الكميت من بني أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن معد بن عدنان، وهو الجد الأعلى للنبي عليه الصلاة والسلام، فنشأ بين من نزح من قبيلته من البادية إلى الكوفة، وأخذ عن علمائها من أهل الحضر علوم الدين والأدب، وكانت له جدتان أدركتا الجاهلية فكانتا تصفان له البادية وأمورها، وتخبرانه بأخبار الناس في الجاهلية، فإذا شك في شعر أو خبر عرضه عليهما فتخبرانه عنه، فتأثر من هذا وذاك بثقافة البدو والحضر، واجتمع له علم غزير بلغات العرب وغريبها وأشعارها وأيامها ومفاخرها ومثالبها، وروى

<<  <  ج:
ص:  >  >>