نحن - الأمم العربية - نستأهل كل ما يجري علينا، ما دمنا نختار لأنفسنا دائما موقف الانتظار، ولا نخطو خطوة إيجابية واحدة؛ بل ندع ذلك لخصومنا وننتظر دائما ماذا يصنعون!
ومصيبتنا الكبرى أن فينا من (العقلاء) أكثر مما ينبغي، وهؤلاء (العقلاء) هم الذين يشيرون علينا دائما أن نتريث و (نتعقل) ونسلك الطرق (السلمية) حتى لا نخسر عطف العالم المتمدين، أي العالم الأوربي والغربي على العموم!
فماذا جنينا اليوم من الانتظار بعد الانتظار؟
جنينا أن ظلت قضية العرب في فلسطين تتأخر ولا تتقدم يوما بعد يوم، حتى انكفأت أخيرا في هوة (لجنة التحقيق)! ومع ذلك فالعقلاء لا يزالون إلى اليوم ينصحون لنا بالهدوء والتريث حتى نعرف ماذا سيصنع خصومنا. وخصومنا في هذه المرة هم الإنجليز والأمريكيون! ونحن الذين تطوعنا بأن نضمهم إلى صفوف أعدائنا اليهود، بعد تقرير لجنة التحقيق!
ولنرجع بذاكرتنا قليلا إلى الوراء.
في وقت من الأوقات كانت فلسطين العربية ثائرة فائرة. فأسرع الإنجليز يدعون الأمم العربية - ولم تكن الجامعة العربية قد أنشئت بعد - إلى مؤتمر في لندن وهم يحاولون ترضية العرب الثائرين. وفي هذا الوقت أو بعده بقليل، صدر الكتاب الأبيض الذي يضع حدا لهجرة اليهود، ويحظر بيع الأراضي، وبعد باستقلال فلسطين. . .
ولم يرض للعرب عن هذا الكتاب الأبيض. ولكن (العقلاء) أشاروا عليهم بالتزام الهدوء، حتى لا يفقدوا (عطف العالم المتمدن)! وانخدع العرب بكلام (العقلاء) فأخلدوا إلى الهدوء!
ثم جاء دور اليهود الإرهابيين، فجعلوا يخاطبون الإنجليز باللغة الوحيدة التي يفهمها الإنجليز. ولحسن حظهم لم يكن فيهم (عقلاء)، فراحوا ينفذون خطتهم في دأب وإصرار.
ووقف عقلاؤنا يبسمون في دهاء ويقولون: (دعوهم في حماقتهم فإنهم يفقدون عطف العالم