للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المتمدن. وسينقلب الشعور الإنجليزي ضدهم بسبب أعمالهم الإرهابية وجرائمهم المنكرة)!

وكانت هذه سذاجة هي والغفلة سواء!

وفهم الإنجليز اللغة الوحيدة التي يفهمونها. وانتهزوا فرصة ضغط الولايات المتحدة في مصلحة اليهود، وأعلنوا إلغاء الكتاب الأبيض وتأليف لجنة للتحقيق، والسماح بالهجرة بعد انتهاء أجلها المحدود!

وتحرك العرب. ولكن (العقلاء) قالوا لهم: (كونوا عقلاء أيها العرب، وانتظروا قرار لجنة التحقيق، ولا تقوموا بأية حركة الآن لئلا تفقدوا عطف العالم المتمدين، ودعوا اليهود الحمقى يرتكبون حماقاتهم ليفقدوا هذا العطف دونكم بما يرتكبون كل يوم من الإرهاب في فلسطين وغير فلسطين)!

وسكت العرب، وصدر قرار لجنة التحقيق!

فيا أيها العرب ماذا أنتم اليوم صانعون؟

يقول لكم (العقلاء): انتظروا حتى تروا ماذا يصنع الإنجليز. فرئيس وزرائهم يقول: إنه لا ينفذ التقرير إلا إذا ضمن مساعدة الولايات المتحدة العسكرية والمالية. وما دام الاتفاق لم يتم بين إنجلترا والولايات المتحدة على هذه المساعدة فنحن منتظرون!

أيها العقلاء. . . . . .:

إنكم مغفلون. . . .!

إن موقف الانتظار البليد في كل مرة هو الذي جعل قضية فلسطين تتقهقر دائما ولا تتقدم، منذ أن سمع العرب نصائحكم الغالية، وحرصوا على عطف العالم المتمدين، ووثقوا معكم بالضمير الأوربي، أو الضمير الغربي على العموم.

أيها العقلاء!

إن الضمير الغربي كله ضمير متعفن. فالمغفلون وحدهم هم الذين يثقون بهذا الضمير، ويعلقون على يقظته حقوقهم القومية!

واللغة الوحيدة التي يفهمها هذا العالم المتمدن، هي اللغة التي يخاطبهم بها اليهود: القوة والمال، والإقلاق المستمر الذي لا يدع أعصابهم مستريحة، ولا يدع تدجيلهم الدولي مستورا، وكلما هاجت أعصابهم وانكشف موقفهم زاد ضميرهم يقظة وتحركت في نفوسهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>