(السيد أبو بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين العلوي شخصية بارزة في سماء الأدب الحضري تألق نجمها من أواخر القرن الثالث عشر الهجري إلى أوائل العقد الخامس من الرابع عشر.
وقد تزعم الحركة الأدبية بحضرموت وهو لم يتجاوز العقد الثاني من العمر ونهض بحضرموت في عالم الأدب بعد أن كان حظها من النهوض فيه قليلاً.
ولئن تغلبت عليه الناحية العلمية فاستأثرت منه بالتفكير وقطعت من حياته جزءاً عظيماً في التأليف، وأرغمته أن يترك لنا ذخيرة في العلم وثروة كبيرة جليلة المقدار تقارب الثلاثين مؤلفاً، فأشهد أنه فوق هذا كان الأديب بالطبع، والأدب سلوته الوحيدة وثروته التي لا تنفذ، ورأس ماله العظيم.
ولو وجد في بيئة شاعرة لكان منه أديب كبير تفاخر به العالم.
قرأت ديوانه منذ ثلاث سنوات وعلقت عليه مذكرات يصح أن يستقل بها كتاب خاص وهذه الكلمة من إحدى فصوله.
زار ابن شهاب مصر والعالم العربي والإسلامي عام ١٣٠٣هـ وألهمه جو مصر بست عشرة قصيدة.
ولد الشهاب العلوي بحضرموت سنة ١٢٦٢ هـ وتوفي بحيدر
آباد دكهن بالهند في ٢٩١٢١٩٢٢ الموافق ١٠٥١٣٤١هـ.
البيئة المحافظة وحياة الشاعر:
قضي الأمر ولآت مفر أن ينشأ شاعرنا في البيئة المحافظة وهو شاعر. والشاعرية ثورة نفسية تطمح لتحطيم القيود، وتجنح إلى إرضاء النفس واتساع العاطفة، وتميل إلى التغني بمحاسن الجمال، وتخفق أجنحتها حينما ترى الوسامة والصباحة في القد السمهري تخطر في كوكبنا الأرضي، كالنجوم تتلألأ في السماء!