للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[داود باشا ونهضة العراق الأدبية]

في القرن التاسع عشر

للمرحوم الأستاذ رزوق عيسى

- ٢ -

ومن آثاره الجامع المسمى باسمه في الكرخ قرب مقام الخضر، والشارع الذي وسعه والباب الذي فتحه في الرصافة بالقرب من رأس الجسر القديم بجانب الثكنة (القشلة) وقد نقشت فوق رتاجه هذه الأبيات:

آثار داود آثار بها لبست ... بغدادُ حسناً يروق العين واضحه

تشكو الرصافة قدماً ضيق مسكلها ... ويكره الضيف غاديه ورائحه

فأُمْنِحتَ بطريق لازحام به ... وباب جسر حُسبىِ بالنصر فاتحهُ

يخاطب الملكَ الأعلى كأن به ... شوقاً إلى المشتري يبغي يصافحهُ

أعيا أبا جعفر المنصور حين بنى ... حظُّ أبو يوسف المنصور رابحهُ

داود من أُيدت بالنصر دولتهُ ... وعن لسان الثنا سارت مدائحه

لا زلت تسمع خيراً من مؤرخه ... بابٌ وداود ربُّ الفتح فاتحهُ

١٢٤١ هـ

ومن آثاره أيضاً الجامع القائم بسوق الهرج الذي شيد معالمه بعد درسها وقد كتب فوق بابه ما يلي:

ذا جامع كان قدماً لا شبيه له ... في حسن بنيانه والدهر غيرَّهُ

وكم وزير أتى الزوراء ثم مضى ... ولا لغير خيام الجند صيرهُ

حتى أتى ذا العلي داود آصفنا ... من حك بالسبعة الأفلاك مفخره

فشاد أطنابه من بعدما انهدمت ... للعابدين ووشاه وصوره

وحين ثم غدا الداعي يؤرخه ... ذا جامع بالندى داود عمره

١٢٤٢ هـ

اهتم داود باشا اهتماماً عظيماً بتوسيع نطاق التجارة والزراعة وترقيتهما فكرى الأنهر

<<  <  ج:
ص:  >  >>