للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وشق الريح ومنها نهر عيسى المعروف اليوم باسم أبي غريب الواقع في الجانب الغربي من بغداد، وقد نظم الشيخ صالح الخيمي قصيدة عامرة الأبيات مطلعها:

لو نهر عيسى يحاكي فيض محبيه ... لصير الماء في أعلى روابيه

نهر عليه ظباء الوحش عاكفة ... دهراً فعادت ظباء الأنس تأويه

ولم تم كري نهر عيسى شرع في كري نهر النيل الواقع في لواء الحلة، فأمر بحشد خمسة آلاف فاعل، وقد أنجز حفره عام ١٢٤٢هـ، فأكثر الشعراء من مدح المترجم بقصائدهم ومنهم الشيخ صالح الخيمي الشاعر المطبوع القائل في مطلع قصيدته هذه:

دع نهر عيسى وحدثني عن النيل ... واجر الحديث بإجمال وتفصيل

نيل ولا مصر لكن في جوانبه ... نضارة لم تكن في مصر والنيل

ومن مآثره اهتمامه بفتح المدارس وإنشاء المعاهد العلمية والأدبية وقد بلغت في زمن ولايته نحو ثلاثين مدرسة بين عالية وابتدائية ومنها المدرسة المعروفة باسمه وقد نالت شهرة واسعة.

شعره

كان صاحب الترجمة يحسن العربية ويجيد قواعدها وشواردها وله وقوف على آدابها، وقد نظم قصائد عديدة، ودبجت براعته رسائل كثيرة بعث بها إلى أصحابه وإخوانه؛ غير أن آثاره الأدبية فقد معظمها ولم يثبت منها سوى الشيء النزر في بطون الدواوين وعلى صفحات المهارق، وقد ورد في سجع الحمامة وهو ديوان بطرس كرامة ص٣٢٤ ما نصه: وقال مخمساً والأصل بيتان لبعض شعراء العراق شطرهما داود باشا وإلى بغداد سابقاً:

زند الأسى بين الجوانح قدوري ... لما تأخر ذو الإمام إلى ورا

أين الوفا والغدر قد عم الورى ... ولقد يشق على النواظر أن ترى

ذاهمة في ذلة وصغار

أضحى النبيل الفرد منفصم العرى ... مما يؤمل جاهداً فوق العرا

يا لهف نفس مرة مما عرى ... ما كنت أوثر أن أشاهد أو أرى

كبراء قوم في أكف صغار

فالدهر خصم إن بدا إطراقه ... وإذا الزمان تراجعت أخلاقه

<<  <  ج:
ص:  >  >>