وهكذا نجد بين التبابعة ملكة سبأ التي ذكرت مخاطراتها مع سليمان في السورة السابعة والعشرين من القرآن، وبالرغم من أن محمداً (ص) نفسه لم يشر إلى اسمها أو نسبها فان المفسرين اعتبروها بلقيس ابنة شراحيل (أو شرحبيل)
أما البطل الوطني الذي ورد ذكره في أسطورة عرب الجنوب فهو (تبع أسعد كامل) أو كما يسمى أحياناً (أبو كرب) الذي ما زالت ذكراه حتى اليوم - كما يقول فون كريمر - حية باقية، وما زالت روحه تكثر من الترداد على خرائب قصره في ظفار (وما من أحد يطالع قصيدة مخاطراته أو النصائح التي وجهها إلى أبنه حسان وهو مسجى على فراش الموت إلا اعتقد مضطراً أنه أمام شعر قصصي أصيل مستمد من الخرافات العربية الجنوبية التي ترجع أوليتها دون شك إلى عصر قديم جداً) وهأنذا أقدم للقارئ بعضاً من القصيدة التي يمكن تسميتها بقصيدة (الساحرات الثلاث)
الدهر يأتيك بالعجائب والأيا ... مُ والدهر فيه معتبر
بينا ترى الشمل فيه مجتمعا ... فرقه في صروفه القدر
لا ينفع المرء فيه حيلته ... فيما سيلقاه لا ولا الحذر
إني زعيم بقصة (عجبٍ) ... عندي لمن يستزيدها الخبر
يكون في الأسد مرّة رجل ... تم له في ملوكه الخطر
مولده في قرى ظاهر هم ... دان بتلك التي اسمها خمر
يقهر أصحابه على حدث الس ... نِّ ويحقرهم فيحتقر
حتى إذا مكنته صولته ... وليس يدري ما شانه البشر
أصبح في هيوم على وجل ... وأهله غافلون ما شعروا
رأوا غلاماً بالأمس عندهم ... أزرى لديهم بجهله الصغر