للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لا يفقدوه لا در درهم ... لو علموا العلم فيه لافتخروا

حتى إذا أدركته روعته ... بين ثلاث وثلاثة (!) حجروا

جاءت إليه الكبرى بأسقية ... شتى وفي بعضها دم كدر

فقال هاتي أليَّ أشربها ... قالت له: ذر فقال لا أذر

فناولته فما تورّع عن ... أقصاه حتى أماده السكَر

فنهنهته الوسطى فنازلها ... كأنه الليث هاجه الذّعر

قالت له هذه مراكبنا ... فاركب فشر المركب الحمر

فقال (حقاً صدقت) ثم سما ... فوق ضبيع قد زانه الضمر

فدق منه جنباً فغادره ... فيه جراح منها به أثر

ثم أتته الصغرى تمرّضه ... فوق الحشايا ودمعه دِرَر

فحال عنها بمضجع ضجر ... ولا تساوي الوطاء والزعر

كان إذ ذاك بعد صرعته ... من شدة الجهل تحته الإبر

قلن له لما رأين جرأته ... أسَعْدُ أنت الذي لك الظفر

في كل ما وجهة يوجهها ... وأنت يشفى بحربك البشر

وأنت للسيف والسنان وفي ... الأبدان تبدو كأنها الشمر

وإنّ أنت المهريق كلّ دم ... إذا ترامى (بشخصك) السفر

فارشد ولا تستكن في (خمر) ... ورد ظفارا فأنها الظفر

فلست تلتذ عيشه أبداً ... وللأعادي عين ولا أثر

نحن من الجن يا أبا كرب ... يا تبعّ الخير هاجنا (الدغر)

فما بلونا فيك من تلف ... عن عمد عين وأنت مصطبر

ثم أتى أهله فأخبرهم ... بكل ما قد رأى فما اعتبروا

فسارعتهم من بعد تاسعة ... إلى ظفار وشأنه (الفكر)

فحلّ فيها والدهر يرفعه ... في عظم شأن وهو يشتمر

إنا وجدنا هذا يكون معاً ... في علمنا والمليك مقتدر

فالحمد لله والبقاء له ... كل إلى ذي الجلال مفتقر

<<  <  ج:
ص:  >  >>