للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تأملات وتفكرات]

شارلي شابلن العبقري

في الخمسين من عمره!

(مهدأة إلى السيدة أ. ش)

للأستاذ زكي طليمات

سرعان ما تجري الأيام وتمر السنون!

يرتقي شارلي شابلن علم الأعلام في دنيا السينما أول درجات العقد السادس بعد أن سلخ من عمره خمسين عاماً.

بلغ شارلي شابلن هذه السن ونال كل ما تتوق إليه النفس من الجاه ونباهة الذكر وقلائد الذهب وأكاليل الغار، إلا انه بقي محروماً من دفء الحنان وراحة العيش في ظل امرأة صالحة، لأن الحظ السعيد الذي وأتاه في كل شيء أبى أن يواتيه في النساء.

والنساء في حياة الفنان المرهف الحس القوي الطبع. عنصر لا غنى عنه في استكمال السعادة المنشودة.

ومع هذا فإن شارلي شابلن قد تزوج ثلاث مرات إلا أن كل زواج منها كان ينتهي دائما بالخيبة!

تدخل المرأة في حياة شارلي شابلن فينطوي عليها وتغدو نصفه الثاني ويتفانى فيه كما تتفانى فيه وقتاً من الزمن، وينفخ العبقري الفنان في النصف الجديد أنفاساً من روحه الخلاق فتغدو شيئاً وينبه لها ذكر، ويعلو لها شأن، وتسود الألفة بينهما بما يستجلب عليها حسد الحاسدين ثم. . .

ثم يأخذ النفور بعد ذلك يدب بينهما فتخمد الجذوة المتقدة في قلب الزوجة المعجبة بزوجها، وتنتهب الزوجة آلام الخيبة والجحود، وينتهي الأمر بينهما بالطلاق!

عجيب هذا الأمر، وأعجب منه وقوعه مع رجل دمث موفور الحظ من اللباقة والظرف، عرك الحياة، وعرف طباع الناس!

اختلفت الآراء في تفسير هذه الظاهرة، وانبرى الكتاب يفسرونها حسب أهوائهم، ولم

<<  <  ج:
ص:  >  >>