هاهي ذي مجلة الأستاذ الزيات تحمل على أجنحتها رسالة الإخاء الإسلامي العربي! أما ترى كيف أصبحت رابطة التعارف بين أستاذ في جامع النجف الأشرف وبين أخ له وراء الصحارى والقفار؟
أي وكرامة العروبة والإسلام هو أخ لي تضمني إليه ربقة الجامعة المقدسة وإن لم تسبق لي معرفة بذاته الكريمة. هلم بي يا قلمي لتلبية الدعوة وإن أثقلتك المشاغل. هذا أخي الأكرم يناديني من (طنجة) لأبادله المعرفة وأسهب له في حديثي عن سير المعهد العلمي الذي أنتمي إلى قدسيته. . . فهيا إلى (الرسالة) مجلة الأدب العالي
أيها الأخ، إن تاريخ الدراسة في هذا المعهد الجليل يتوغل إلى أعماق العصور الإسلامية إلى أمد بعيد. وبما أن نواته هي البناية التي أقيمت على مرقد الإمام علي بن أبي طالب (ع) فلابد للراغب في معرفة حياته العلمية والأدبية في أدوارها من طفولتها إلى شيخوختها - أن يلم إلمامة قصيرة بنشأة هذه البنية وتطورها في مراقي العمران. فقد كان حب الشخصية الإسلامية القوية الدفينة هنا، هو الذي جذب العلماء إلى مجاورة المرقد الطاهر ليشيدوا قواعد هذه المدرسة ويكونوا الحلقات لرفع منار الثقافة الإسلامية من الحديث والفقه وأصوله والفلسفة وما تستلزم من مقدمات تمهيدية وأسس أصبحت بعد حين مباني مستقلة بنفسها كفنون الأدب والرياضيات من هندسة وحساب وهيئة. لقد أستمر التدريس في بناية القبر العلوي حتى الآن، فقد درست فيها النحو والمنطق والمعاني والبيان وعلم الفقه وأصوله والفلسفة الإسلامية على أساتذة عرب وفرس في حلقات كبرى وصغرى ولقد نظمنا فيها الجماعات للتذاكر وحل عوائص تلك الأفانين من الثقافة وقضيت فيها ردحاً من الزمن قيماً. أما كيف قامت أركان هذه المدرسة العالية فذلك حديث جذاب ممتع
هناك أسطورة تقص (في إرشاد الديلمي وعمدة الطالب) تقول إن القبر كان مخفيا عن عبث