للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أعداء الدعوة العلوية إلى أن أظهره الرشيد وبنى عليه قبة ذات أربعة أبواب من طين أحمر وعلى رأسها جرة خضراء وتحتها الضريح من حجارة بيضاء. وحكى في فرحة الغري في قصة طويلة أنه قبل الرشيد وضع داود بن علي المتوفى سنة ١٣٣هـ صندوقا دُرس بإهماله خوف سطوة العباسيين الذين تبدلت سياستهم تجاه العلويين حتى بطشوا بهم واضطهدوا شيعتهم وقعدوا لهم كل مرصد. وسبب آخر في اندراسه هو عامل طبيعي غير هذا الأدبي، فقد ساعد على ضياعه وقوعه في منخفض الوادي معرضاً لجري السيول ومهب الرياح

قال في نزهة القلوب: وعقيب بناء الرشيد بعد سنة ١٨٠هـ جاوره الناس. ويمكنك أن تعتبر هذه المجاورة بذرة الحياة العلمية الأدبية الحاضرة، فمن مستلزمات مجاورة هذا المعبد الإسلامي الذي كان ولا يزال منتجع الزوار من قاصي الأرض ودانيها - تدبر الشريعة الإسلامية وتداول أحكامها. وقد وجدت إجازات برواية أحاديث قال راووها إنهم تلقوها في رواق قبر الإمام (ع) وكان عهد هذا التلقي للعلم الإسلامي سحيقاً في القدم. وقرأت في (فرحة الغري) أنه في أيام المعتضد العباسي بني محمد بن زيد العلوي الداعي الصغير (صاحب طبرستان الذي ملكها عام ٢٧٠ بعد أخيه الحسن ثم قتل عام ٢٨٧ كما في كامل أبن الأثير وقد تنسب العمارة لأخيه الحسن) - قبة وحائطاً وحصناً فيه سبعون طاقا. وقد لوح أبن أبي الحديد إلى هذه العمارة إذ قال (زار القبر جعفر الصادق وأبوه محمد ولم يكن إذ ذاك قبراً معروفاً ظاهراً وإنما كان به سرح عضاه حتى جاء محمد بن زيد الداعي صاحب الديلم فأظهر القبة) وقال أبن الأثير (وفي سنة ٢٨٢ هـ وجه محمد بن زيد العلوي سراً من طبرستان إلى محمد بن ورد العطار باثنين وثلاثين ألف دينار ليفرقها على أهل بيته ببغداد والكوفة والمدينة فسعى به إلى المعتضد فأمره أن يكتب إلى صاحبه بطبرستان أن يوجه ما يريد ظاهراً وأن يفرق ما يأتيه ظاهراً وتقدم بمعونته على ذلك) وهذا يؤيد ما رواه ابن أبي الحديد. وقد طرأ على ما بناه الداعي بناء الرئيس الجليل عمر بن يحيى القائم بالكوفة فقد عمر قبر جده (ع) من خالص ماله ثم قتل عام ٢٥٠هـ وحمل رأسه في قوصرة إلى المستعين العباسي

وبعد هذا تقوم بناية ضخمة يشيدها رجل السطوة والعمران عضد الدولة البويهي، فحين

<<  <  ج:
ص:  >  >>