للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أناشيد صوفية]

جيتانجالي

للشاعر الفيلسوف طاغور

بقلم الأستاذ كامل محمود حبيب

- ٨٩ -

في اليوم الذي يطرق الموت بابك، ماذا تقدم إليه؟

آه، سأضع أمامه كأس حياتي المترعة لكيلا يرتد صفر اليدين

سأقدم له كل ما يحلو من ثمار أيام الخريف وليالي الصيف، وكل ما كسبت والتقطت في حياتي المليئة بالجد. . . سأقدمها كلها إليه عند آخر لحظة من لحظات حياتي. . . حين يطرق الموت بابي

- ٩١ -

أيها الموت، يا من هو آخر أمل في الحياة، تعال وأهمس في أذني!

الأيام تمر وأنا أرقب لقياك؛ فمن أجلك أنشأت في حياتي والسرور والألم معاً

أنا، وكل ما أملك، وكل ما آمل، وكل حين. . . كل أولئك يندفع إليك في أعماق الخفاء. إنني أبتغي النظرة الأخيرة من عينيك ثم لتكن حياتي شيئاً تملكه أنت إلى الأبد

لقد صففت الزهور، والأكاليل تنتظر العروس. وبعد العرس ستنقلب العروس من دارها لتلقى سيدها - في خلوة - في هدأة الليل وسكونه

- ٩١ -

أنا أوقن بأن اليوم الذي أحرم فيه النظر إلى الأرض آت لا ريب فيه! وأن روحي ستفزع عني في صمت. فيسدل على عيني آخر ستار من أستارها

ولكن النجوم ما تزال تتألق في غسق الليل، والصبح ما يبرح يتنفس في حينه، والساعات تمر جياشة كأنها الموج المضطرب وفيها اللذة والألم في وقت معاً

وحين تتراءى لي ساعتي الأخيرة يتصدع أمام عيني حجاب الزمن. فأرى من خلال لمعات

<<  <  ج:
ص:  >  >>