حسْب الأستاذ عفيفي في هذه المقالات أن أنشأ هذا العنوان في الرد على الرافعي. . . .!
وقد ظل الرافعي إلى آخر عمره يذكر أيامه وهو شاعر الملك، ثم ما كان بينه وبين الإبراشي، وبينه وبين عبد الله عفيفي. وما كانت تظهر للأستاذ عفيفي في الصحف مدحة ملكية، في موسم من المواسم أو عيد من الأعياد، حتى يتناولها الرافعي فيقرأها إلى آخرها، ثم يلتفت إلى جليسه فيقول:(ماذا رأيت فيها من شعر ومن معنى جديد؟) ثم يسترسل فيما تعود من المزاح والتندر
وقد ذكرت فيما قدمت من هذه المقالات أن الرافعي كان يسمي كل جميلة من النساء (شاعرة)، فمنهن كالمتنبي، ومنهن كالبحتري، ومنهن بشار بن برد، ومنهن عبد الله عفيفي
فهذه الأخيرة عنده هي ذلك النوع (البلدي) من نساء الطبقة الثالثة، التي تبدو ملفوفة (محبوكة الأطراف) في ملاءتها السوداء، غضةً بضة، تستهويك بجمال الجسم دون جمال المعنى، وفيها أنوثة الدم واللحم ولكنها جامدة العاطفة عقيم الخيال. . .
معذرة إلى الأستاذ عبد الله عفيفي! فإنما أنا راوية أكتب للتاريخ، وما شهدت إلا بما علمت، وعلي تبعة الرواية وعلى غيري تبعة الرأي. وللأستاذ عفيفي في نفسي رغم أولئك كل إجلال واحترام