ترددت كلمة شعر المهجر، وشعراء المهجر، في مقالات بعض الأدباء، وذلك بمناسبة السجال الأدبي الذي دار بين الدكتور محمد مندور، والأستاذ سيد قطب، حول (الشعر المهموس)، وقد رأيت بهذه المناسبة أن أذكر أشهر شعراء المهجر ومنتوجهم الشعري الذي أخرجوه لعالم الطبع. وغرضي من هذه الإشارة - ولو كانت خاطفة - إلى لون من الأدب العربي العصري يمتاز بطابع خاص، وسمة معروفة؛ تتجلى حين مقابلته مع آداب البلدان العربية الأخرى. فأشهر هؤلاء الشعراء هم: الأستاذ إيليا أبو ماضي، صاحب ديوان (الجداول) ومجلة (الناهل) الأدبية؛ والمرحوم جبران خليل جبران الكاتب الفنان، وله ديوان (المواكب)؛ والشاعر المفكر ميخائيل نعيمة صاحب قصيدة (النهر المنجمد) الرمزية؛ وهو قد جمع شعره، وسيطبع قريباً باسم (همس الجنون) على ما قالت مجلة (الأديب) البيروتية؛ والفيلسوف أمين الريحاني الذي أفرد معظم الجزء الثاني من كتاب (الريحانيات) للون خاص من الأدب، جاء به شعراء المهجر وهو (الشعر المنثور)؛ ورشيد أيوب الملقب (بالشاعر الدرويشي) وقد توفي في العام الماضي، بعد أن ترك مجموعاته الشعرية:(الأيوبيات) و (هي الدنيا) و (أغاني الدرويش)؛ والشاعر فوزي المعلوف وله ملحمة (على بساط الريح)، وشقيقه رياض المعلوف، وقد أصدر مجموعة من شعره بعنوان (الأوتار المتقطعة) وشفيق المعلوف صاحب ملحمة (عبقر) الشعرية؛ والشاعر إلياس فرحات الذي أصدر قبل سنين رباعيات باسم (رباعيات فرحات)، ونعمة قازان، وله (معلقة الأرز)؛ وهناك مجموعة جيدة من شعر الشاعر القروي؛ ومن شعراء المهجر المعروفين، نسيب عريضة، وإلياس قنصل، ولم يجمعا شعرهما بعد - على ما نعلم - ومما يجب ذكره، ونحن في معرض الإشارة إلى شعراء المهجر، أنهم يعنون بالمعاني الشعرية قبل الألفاظ، وهم قد خرجوا عن حدود الشعر العربي وعروضه المعروفة، إلى ضروب متباينة من النظم. وشعراء المهجر لا يعنون بالديباجة العربية، والبيان العربي؛ وقد تأتى ذلك من معيشتهم في بيئة غريبة عنهم؛ عدا الشاعر الكبير إيليا أبو ماضي الذي جمع إلى خياله الرائع وأفكاره العالية لغة حلوة، وبيانا مسلسلا؛ وقد اكتسب ذلك من إقامته في القطر المصري بضع