نحن الآن أمام شخصية فذة، ذلك لأن (جابراً) هو شخصية العلم، لا في العصور الوسطى الإسلامية فقط، ولكنه شخصية العلم في القرون الوسطى الأوربية.
ومنذ عام ١٩٢٢، احتلَّت مشكلة جابر بن حيان الصدر والمكانة الأولى بين أهم المسائل التي عالجها العلماء المستشرقون في أوربا بوجه عام وفي ألمانيا بنوع خاص
ويمكن أن نقول: إن من أهم الأسباب لنشوء مشكلة جابر بن حيان وجود عدد معين من الكتب الكيميائية اللاتينية التي ينسب أصل تأليفها العربي لجابر بن حيان العربي المسلم
وهذه الكتب تعرف في الأدب اللاتيني الكيميائي بالأسماء الآتية
١.
٢.
٣.
٤.
ولعل أهم باعث على الشك في صحة نسبة هذه الكتب لجابر بن حيان، هو هذه اللغة الواضحة، وذلك الأسلوب الجميل، وهذا العرض المنسجم الطلي، وغير ذلك من ظواهر الوضوح الفكري التي كتبت بها هذه الكتب. ذلك في حين أن التراجم اللاتينية لبعض المؤلفات العربية الأخرى كانت في لاتينية مضطربة وأسلوب مشوه قبيح، ولهذا السبب خُيِّل لبعض العلماء المستشرقين غموض أصل هذه التراجم وأنها مدخولة على جابر بن حيان
ولكي نعرض المشكلة عرضاً حسناً، ونضعها في وضعها الصحيح يجب أن نعرضها على شكل أسئلة نحاول أن نجاوب عليها، فإذا استطعنا ذلك سهل علينا إصدار الحكم الصحيح