أولاً: هل يمكن أن تكون الكتب الكيميائية التي عرفت في الأدب الكيميائي في القرون الوسطى تحت اسم من أصل أوربي؟
ثانياً: إذا لم تكن هذه الكتب من أصل لاتيني فهل يمكن أن تكون ذات أصل عربي؟
ثالثاً: هل حقاً أن هذه الكتب كتبها جابر بن حيان العربي المسلم؟
رابعاً: إذا كان كذلك، فمن هو جابر إذن؟
ولكن في عرضنا للمشكلة، لن نعرض لها جزءًا جزءًا، ولكن سنعرضها ككل، وبعد ذلك نناقش ما وصلنا إليه من نتائج
شخصية جابر بن حيان
جابر بن حيان من تلك الشخصيات التي عاشت في صدر الإسلام، وكلنا يعرف أن أهم ميزة يمتاز بها رجال هذا العصر هي العقلية الجامعة العامة، وأعني بها تلك التي يطلق عليها وجابر خير من كان يمثل هذه العقلية، إذ أنه جمع بين العلم والأدب، وكان فيلسوفاً ومتكلما شيعياً، وكيميائياً، ومنطقياً، وإماماً للشيعة، وطبيباً، وإذا عرفنا شيئاً عما يذكره (الفهرست) من مؤلفاته أمكننا أن نتصور على أي شكل وصورة كانت عقلية جابر
فنحن نجد في (الفهرست) إلى جانب ما يذكره له من كتب الكيمياء وهي حوالي ٢٥٠ كتاباً، نجد كذلك ٣٠٠ كتاب في الفلسفة و ٥٠٠ في الرد على الفلاسفة، و١٣٠٠ في العلوم الآلية والحيل ومثيلها في عدد الحروب، و ٥٠٠ ونيفاً في الطب، وعدداً كبيراً من الكتب في علوم التنجيم والفلك والسحر والتعويذ والعلم الإلهي
ونحن لا نذهب إلى القول بصحة ما جاء في هذا الثبت، فقد يكون ابن النديم قد فهم (الرسالة) على أنها كتاب أو أراد التهويل، ولكن الذي يعنينا هنا أن ابن النديم يريد أن يصور لنا عقلية جابر بن حيان على أنها عقلية جبارة
أصول الترجمة اللاتينية لمؤلفات جابر
ليس من شك في أن اتحاد شخصية التي يقول بعض المؤرخين إنها الشخصية اللاتينية المؤلفة للكتب السابق ذكرها مع شخصية جابر بن حيان - يكون عديم القيمة إذا كانت