للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[١٦ - قصة المكروب]

كيف كشفه رجاله

ترجمة الدكتور احمد زكي وكيل كلية العلوم

بستور

صلة حديثة

وذهب (جرنيه) إلى الشمال يدرس دود القز في مدينة فالنسين فكتب إليه بستور أن يعيد أجراء التجربة الفائتة. سأله هذا ولم يدر لم سأله، وكان جرنيه قد حصل على مجموعة طيبة من الدود السليم، وكان يعتقد على الرغم من تشكك أستاذ هـ أن تلك الكريات في باطن الدود ليست أحياء تتطفل عليه فتقتله. فاخذ أربعين دودة سليمة وغذاها بأوراق من التوت لم يمسها أبداً دود مريض، فخرج من هذه الأربعين سبع وعشرون دودة نسجت سبعاً وعشرين شرنقة. وخرج الفراش من الشانق خلواً من الكريات، فعندئذ عمد إلى فراشات مريضة فسحقها ولوث بسحيقها أوراقا من التوت، وغذى بهذه الأوراق دويدات سليمة صغيرة، عمرها يوم واحد، فلم تلبث هذه الدويدات أن مرضت وهزلت وماتت موتة بطيئة. وتغطى جلدها بالبقع السوداء، وامتلأ جسمها بكريات الداء. وبعد هذا لوث أوراقا أخرى بسحيق الفراش المريض وغذى بها دوداً سليماً نامياً بالغاً كان على وشك أن ينسج الشرانق. فهذا الدود عاش حتى أتم نسج ثوبه الحريري، ولكنه لما استحال إلى فراش خرج هذا الفراش وبجسمه الكريات اللعينة، وباض فكان البيض فاسداً. فسر (جرنيه) وثار، وزاد سروره وزادت ثورته في الليالي التي أكب فيها على مكروسكوبه كلما رأى هذه الكريات تزيد في الدود كلما زاد إضمارا قارب الفناء

وأسرع (جرنيه) إلى بستور يصرخ له: (حلت المسالة! فهذه الكريات حية! إنها طفيليات، وهي التي تمرض الدود!)

واستغرق بستور ستة اشهر ليقتنع بمقالة (جرنيه). ولكنه لما اقتنع وقع على العمل وقوعاً. وجمع أعضاء اللجنة مرة أخرى وخطب فيهم: (إن الكريات التي بالدود ليست عرضاً من أعراض الداء فحسب، بل هي سببه، وهذه الكريات حية، وهي تتزايد، وهي تسير في

<<  <  ج:
ص:  >  >>