للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

الملك الأديب

كانت زيارة جلالة الملك فاروق في الأسبوع الماضي - مظهراً رائعاً من مظاهر الاخوة العربية، وقد تحدثت الصحف عن الملك عبد الله حديثاً ندياً تضمن كثيراً من شمائله وسجاياه. ومما يجعل أن يذكر هنا عن جلالته، رعايته للنهضة الأدبية في شرق الأردن، ومشاركته الفعلية فيها، فهو أدب ممتاز يطرب للأدب الرفيع، ويروي الشعر ويقوله، ويكتب بأسلوب بليغ، ولا يكاد مجلسه يخلو من الأدباء والشعراء، يطارحهم الشعر ويناقلهم حديث الأدب، وقد ولى كثيراً من الأدباء أهم المناصب في الحكومة.

وجلالته يعطف على الشعراء الشاب الذين عبروا بالشعر في بلاد شرق الأردن الشقيقة إلى مجال المذاهب الحديثة وأوجدوا هناك نهضة أدبية مرموقة.

والجيل الأردني الجديد يتابع النهضة الحركة الأدبية في مصر ويقبل إلى قراءة الصحف المصرية، ولا سيما المجالات الأدبية.

التعبير الحماسي والأناشيد:

يقول (البسام) في كتاب منه: (قرأت ما كتبته عن أنشودة فلسطين التي غناها عبد الوهاب والتي سميتها أنشودة ناعمة أتريد أن يقوى حنجرته ويعلى صوته كما يصنع البكار؟!)

لا، أيها البسام. أن التعبير الحماسي القوي إنما يكون في التاليف، أو التلحين، أو الإلقاء. ما يتكلم الرجل الذي يملك أعصابه ويضبط نفسه، بنبرات هادئة قوية معبرة عن باسه وسطوته، وهو غير اللين المائع، وغير الصاخب الصارخ. وأنا لم اسمع إلى الآن من الإذاعة المصرية نشيداً حماسياً، تتبعي وكثرة ما تذيع من الأناشيد، وعلى رغم الحوافز الحاضرة، وإنما قسم منها الناعم والمائع، أو الصراخ الذي يقلق النائمين ويزعج الآمنين، واكثر ما تقدم من النوع الأخير، ومثله هذه البرامج المأخوذة من التاريخ الإسلامي والتي يراد فيها أن يؤدى الحماس بالجلبة والأصوات المنكرة. ولن تؤدى هذه الأصوات ولا تلك الأناشيد الصارخة إلا إلى تصديع الرؤوس وإقلاق الراحة.

وقد قرأت في بعض الصحف شكايات مؤلفين وملحنين معروفين في الإذاعة المصرية لأنها لا تقبل إنتاجهم، ومنهم: بيرم التونسي وزكريا احمد، إذ ألف الأول نشيداً، ولحنه الثاني

<<  <  ج:
ص:  >  >>