شاعر ينبغ فوق سرير المرض - الملك الشبل - وإذا حييتم
بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها - لا خوف من المستقبل
مع صحة العزائم والقلوب
شاعر ينبغ فوق سرير المرض
مضت سبعة أعوام والأستاذ صالح جودت يحقد عليّ أبشع الحقد لسكوتي عن التنويه بمواهبه الشعرية، وما هدّأ نار الحقد في صدره إلا عرفانه بأني لا أخصه بذلك السكوت وإنما هو مبدأ ارتضيته ودرجت عليه، وذلك المبدأ هو الضن المطلق بتشجيع الناشئين، لأني أعتقد أن كل شيء يجوز فيه التشجيع إلا الأدب والبيان، فالتشجيع هنا مفسدة ولا يقع إلا من (الجماعة) الذين يحتاجون إلى أسندة من الهتاف والتصفيق، والتحدث عنهم بحق وبغير حق في الأندية والقهوات والجرائد والمجلات.
وهذا المبدأ هو الذي فرض على جمهور من شباب هذا الجيل أن ينفضوا من حولي، فما يهمهم أن يذكروني بالجميل في مجلة أو جريدة، لأنهم لا يذكرون أني طوقت أعناقهم بشيء من التشجيع، وأنا غير آسف على ما فاتني من ذلك الحظ الجزيل!
ولو أني استبحت التفريط في الحرص على هذا المبدأ مرة واحدة لاستبحته في معاملة الأستاذ صالح جودت، وهو صديق لا أذكر أنه قصّر في حفظ العهد إلا باتهامي بالسكوت عن التنويه بمواهبه الشعرية، وهو اتهام مردود، لأني لا أذكر أن أشعاره نقلت قلبي من مكان إلى مكان حتى أجشّم نفسي مشقة الدرس لشعره البليغ!
كان صالح جودت يتقاضاني الكلام عن شعره في كل لقاء، وكنت أجيب بأن ذلك سيكون يوم يظفر بدرجة من درجات الجامعة المصرية، لأني أخشى إن شجعته أن ينصرف عن الدرس وينقطع لقرض الشعر ومراسلة الجرائد والمجلات. فلما سمع صالح نصيحتي وظفر بالدرجة المنشودة جاء يذكرني بما كنت وعدت، فهل وفيت بما وعدت؟
حملني الزهد في اجتلاب المودّات على وصل السكوت بالسكوت، كما كنت صنعت في