[شاعرة مصرية]
مهداة إلى (الأستاذ العباس) بمناسبة قوله في (عدد الرسالة
٧٨٤): هل عندنا شاعرات.
شمس الدين السخاوي المؤرخ النقاد للقرن التاسع الهجري أفرد جزءاً خاصاً من تاريخه (الضوء اللامع لأهل القرن التاسع) لتراجم النساء في الشرق، ومنه أنقل بإيجاز ترجمة الشاعرة المصرية فاطمة ابنة القاضي كمال الدين محمود بن شيرين: ولدت بالقاهرة سنة ٨٥٥، ونشأت فتعلمت الكتابة وما تيسر، وتزوجت الناصري محمد بن الطنبغا، واستولدها ابنتها فاطمة وغيرها، ثم مات عنها، فتزوجها العلاء علي بن محمد بيبرس حفيد ابن أخت الظاهر برقوق، فاستولدها بيبرس، ولاحظ لها في ذلك مع براعتها في النظم وحسن فهمها وقوة جنانها حتى كانت فريدة فيما اشتملت عليه. وقد حجت سنة ٨٨٤ سنة حج الملك، ثم سنة ٨٨٦، ثم سنة ٨٩٤ وجاورت في هذه بجوارنا، ثم في سنة ٨٩٨ مع ابنها وجاورا في التي تليها.
ومما كتبت به إلى من نظمها بعد مجيء الخبر بموت أخوي:
قفا واسمعا مني حديث أحبتي ... فأوصاف معناهم عن الحسن جلت
تجمعت الخيرات فيهم وقد حبوا ... من الله مولاهم بأعظم منة
وأما التي أدعو لها الله دائماً ... فآمنة فيكم لآخر مدة
وإن كرهت من حادث الدهر فرقة ... فجنة عدن بالمكاره حفت
أثابكم ربي وأعظم أجركم ... على فقد أحباب وأحسن جيرة
كرام سموا علماً وحلماً وسوددا ... وكنتم بهم في غبطة ومسرة
قطعتم لذيذ العيش وصلا بقربكم ... فوا أسفا عند الفراق وحسرة
نعم هكذا أيدي المنية لم تزل ... تفرق إخواناً على حين غفلة
فكرر لذكراهم على السمع ربما ... به سيدي عن رؤية العين أغنت
فهم في سويداء الفؤاد وإن نأوا ... ومنزلهم مني مكان سريرتي
لهم برسول الله إذ ذاك أسوة ... أثابهم الله الجزاء بمنة
وإن أفلت تلك البدور التي زهت ... فها شمس دين الله خير ذخيرة