التعليل الروحي قيد الشخصية - التعليل العملي مطلق للمجموع - الميول والعواطف العامة تعمم التعليل الروحي - والتأمل الخاص يخصصه - الحيوان والتجربة! - التعليل الروحي والعملي والفكر الأدبي
. . . نصل نقاشنا اليوم بصورة من اتجاهات ولدنا الأديب (حسين) الفلسفية، فلا سبيل إلى إرضاء هذه الفورة الفكرية إلا بتشريح خواطرها المتدفقة، تشريحاً لا تنزل صوره إلا بمنزلة اليقظات الحسية، والأقباس الفكرية اللماحة
وحديث اليوم نسيج وحده، وجدت في مسايرته نشوة الفكر الحر إذا انكشفت أمامه مخبآت الفكر الإنسانية. . . ورأيت من الخير أن أتابعه إلى أقصى حدود المتابعة، وأتنقل معه من شاطئ فكر إلى شاطئ فكر، لأسبر غور اليقظة الحسية والفكرية في عقل متوثب من عقول الجيل الجديد، ولأرى كيف يمكن عقد صلة بين حياتنا الفكرية وبيننا
ولقد رأيت الكثير وعلمت الكثير ودفعني هذا العلم والتأمل إلى مواصلة النقاش، ففيه نشوة روحية ولذة فكرية ونوع من التعبير جديد عامر بنفائس المعاني وكرائم الاتجاهات، لا يمله القارئ الراغب في التسلية، وتجد فيه العقول الراجحة الوزينة أطايب وأطايب
- لاشك يا بني أن الإنسان بما ركب فيه من أحاسيس ومشاعر، وما اختص به من عقل متأمل له القدرة على تفهم ما يدور حوله وما يضطرب في أيامه من تغيرات معنوية ومادية. . . ولا شك أن قدرته على تفهم دقائق الأسرار تختلف كل الاختلاف وتتفاوت كل التفاوت تبعاً لقدرة الفرد على التغلغل في ظلمات الفكر، والتأمل في بدياتها ونهايتها، وإدراك الصلة بين هذه البداية وتلك النهاية. . . ثم تبعاً للقدرة على التعليل والوصول إلى النتائج
وكما اختلف الإنسان في جوهر العقل كان اختلافه في كل ما يصدر عن العقل وما يترتب