للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

السهم الأعظم

أوسكار وايلد

ترجمة الأستاذ بشير الشريقي

كانت الحفلات في كل مكان لأن أبن الملك على أهبة الزواج، لقد انتظر عروسه، وهي أميرة روسية، عاما كاملا؛ وأخيرا جاءته مجتازة إليه المسافة الطويلة من (فنلاند) على زحافة يجرها ستة دببة، تشبه في شكلها إوزة كبيرة من الذهب، وبين أجنحة هذه الإوزة اضطجعت الأميرة الصغيرة ملتفعة ببرنس من الفرو يصل إلى قدميها، وعلى رأسها قبعة من الدمقس الفضي، وكانت في صفرة وجنتيها تشبه قصر الثلج الذي عاشت فيه، حتى أن الشعب كان كلما رآها تجتاز في عربتها شوارع المدينة يهتف معجبا: (إنها كالوردة البيضاء) ويرمي عليها الأزهار من الشرفات.

وعند باب القصر وقف الأمير ينتظر عروسه، تزين وجهه عينان عسليتان حالمتان، وشعر كالذهب المصقول، حتى إذا رآها جثا على ركبته وقبل يدها متمتماً (كم كانت صورتك جميلة، ولكنك أجمل بكثير من صورتك) فاحمرت وجنتا الأميرة الصغيرة حياء. .

قال وصيف إلى رفيقه - كانت من قبل كالوردة البيضاء - ولكنها الآن (كالوردة الحمراء) وعم القصر السرور.

مضت ثلاثة أيام على مجيء الأميرة، وكل شخص في المملكة كان يردد خلالها (الوردة البيضاء، الوردة الحمراء، الوردة البيضاء). كما إن الملك قد أمر بمضاعفة رواتب الوصفاء والوصيفات. ولما كان الوصيف لا يأخذ راتباً لم يثر ذلك اهتمامه إلا من ناحية أن أمر الملك الذي نشر في جريدة القصر، كان بذاته شرفاً عظيما له.

وكان اجتماعا حافلا هذا الذي سار فيه العروسان ويد كل منهما في يد الآخر، تحت مظلة من القطيفة الأرجوانية الموشاة باللآلئ.

ثم كانت وليمة الدولة التي دامت خمس ساعات، وقد جلس فيها الأمير والأميرة في صدر القاعة الكبيرة، وشربا في كأس من البلور الصافي لا يشرب فيها إلا المحبون المخلصون،

<<  <  ج:
ص:  >  >>