للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المنظار غير وجهة المشرق، فلما طلعت الشمس أصابت عدساته فتركزت على ما وراءها فأحرقته وأحرقت المرصد بما فيه، وأدهى من ذلك وأنكى إنها أساحت زجاج المنظار نفسه وأتلفت مراياه فخيم على المعسكر يأس شديد)

هذه كلها بالطبع قصة من خلق كاتبها، أطالها ومدد فيها واستعار لها لغة العلم، وقواعد العلم، ونقاش العلم، فسبكها وحبكها وأطلعها على الناس من فوق منبر معروف، فجرت الشائعة فيهم بالتصديق. ولم تلبث أن جرت فيهم بعد حين شائعة أخرى بالتكذيب. وأسماها التاريخ (ملعوب القمر

وكلن لهذا الملعوب معان كثيرة، وكان له عبر كثيرة، وكانت له مغاز كثيرة، أقلها أن الناس أسرع ما يكونون إلى تصديق الخيال الكاذب الملون منهم إلى الإيمان بالحقيقة العاطلة القاسية.

أما الحقيقة، فليست أدرى أهي عاطلة أم قاسية، فهي أن القمر بلقع أجرد، لا ماء فيه ولا نبات ولا حياة.

يتبع

أحمد زكي

<<  <  ج:
ص:  >  >>