للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

أهذا من نوادر الخواطر؟!

في ١٣٧١٩٤٩م طالعتنا جريدة المصري بكلمة لأستاذ فاضل

تحت عنوان (آن الأوان لتخليص مصر من الامتيازات) وقد

استرعى نظري في هذه الكلمة بعض جمل وعبارات نقلت

معشيء من التصرف من مقال للأستاذ أحمد حسن الزيات نشر

في الرسالة الغراء في ١٥ أغسطس سنة ١٩٣٣ م بعنوان (بين

النيل والأكروبول) ويستطيع أن يعثر عليه القارئ بسهولة في

كتاب وحي الرسالة (الجزء الأول) ص٣٥ وسأنقل هذه الجمل

إثباتاُ لدعواي وإنصافاً للحق وتقريراً للواقع.

يقول الأستاذ الزيات وهو يصف الشعب المصري (أسرف في اللين حتى رمى بالجبن، وأمعن في التسامح حتى وصف بالبلادة، وأفرط في التواضع حتى نسى الأنفة، وبالغ في إكرام الغريب حتى أصبح هو الغريب).

وهذه الكلمات بنصها وفصها مذكورة في كلمة الأستاذ عمر ثم يقول الأستاذ الزيات (وليت الذي قاسمنا أنعم الوادي الحبيب يذكر فضيلة الإحسان ويشكر عطف الإنسان على الإنسان! إنما يتمتع بخيرنا تمتع الغازي الفاتح في يمناه سيفه، وفي يسراه قانونه، فإذا عاملنا احتقرنا، وإذا عافينا أنهرنا، وإذا ضج المغبون أو صاح المسروق أو صرخ الجائع ضربه (الخواجة) ضربته، ثم استعدى عليه دولته).

ويذكر الأستاذ عمر هذا الكلام مع شيء من التصرف إذ يقول (وليت ذلك الأجنبي الذي أغتصب منا أنعم الوادي الحبيب كان على شيء من الأدب والذوق وأحسن معاملة هؤلاء الذين فتحوا له بلادهم على مصراعيها فدخلها دخول الفتح الغازي وأصبح فيها السيد المطاع وحرم أهلها سبل الحياة وحجز عنهم اللقمة، فلا تراه ينظر إليهم نظرة الازدراء

<<  <  ج:
ص:  >  >>