للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الإمبراطورية اليابانية]

للأستاذ أبو الفتوح عطيفة

ليس من شك في أن أنظار العالم في هذه الأيام تتجه صوب ميادين القتال المختلفة: في ليبيا وروسيا وفي الشرق الأقصى، وفي المحيطين الأطلنطي والهادي، وتتلهف إلى استماع أنبائه عسى أن تنفذ أبصارهم إلى غياهب المستقبل فيعرفوا بعض ما ينتظرهم. وليس من شك في أن أنباء القتال في الشرق الأقصى تستأثر في الوقت الحاضر بالجانب الأكبر من اهتمامهم. لقد بدأ المستر تشرشل حديثه الذي أذاعه في مساء يوم الأحد ١٥ من فبراير سنة ١٩٤٢ بإذاعة نبأ سقوط سنغافورة في يد اليابانيين. قال مخاطباً شعوب الإمبراطورية: (أتحدث إليكم جميعاً في ظل هزيمة عسكرية شديدة بعيدة المدى. لقد سقطت سنغافورة، واجتيحت شبه جزيرة الملايا كلها)

ومضى يقول: (لقد تعرضنا جميعاً لهجوم شعب محارب يتجاوز عدده التسعين مليونا من الأنفس تسلح بأمضى أنواع الأسلحة) ووصف شجاعة اليابانيين في ميدان القتال، وقوة اليابان الحربية فقال: (وخليق بكل إنسان ألا يقلل من شأن قوة اليابان الحربية وقوتها في الجو أو في البحر أو في ميادين القتال البرية يوم ينازل رجل رجلاً، فقد أثبتوا أنهم محاربون بواسل حقاً) ولاشك أن الناس يتوقون إلى معرفة الكثير عن اليابان. وهل تستطيع أن تصمد طويلاً في هذه الحرب أم لا. وهانحن في مقالنا هذا نحاول أن نمدهم بما يتسع له المقال من معلومات.

اليابان إحدى الدول العظمى التي ما تزال تحتفظ بالنظام الملكي؛ وإمبراطورها يلقب بالميكادو وله سلطان عظيم على رعاياه. ويطلق على اليابان لقب إمبراطورية مع إنها لم تكن قبل فتوحاتها الحديثة أكبر من فرنسا بل كانت أصغر مساحة من شبه جزيرة اسكندناوة وإن كان عدد سكانها يزيد على التسعين مليونا. ويمتاز اليابانيون بنشاطهم وذكائهم؛ ولكن هذه الصفات لا تساعدهم على أن يجعلوا من طبيعة بلادهم الجبلية حدائق غناء أو مزارع خصبة؛ ومن ثم اضطر اليابانيون إلى الالتجاء إلى الصناعة (كما حدث في بريطانيا) واستبدال مصنوعاتهم بما يحتاجون إليه من مواد غذائية ومواد خام - ويشتغل معظم سكانها بالزراعة، ومع هذا يعتقد كثير من الكتاب إنه لولا التجاء اليابانيين إلى البحر

<<  <  ج:
ص:  >  >>