الرغيف فلا تجده. فالزيادة المطردة في جانب، والنقص المستمر في جانب، قد أوجدا ميزاناً عجيباً تعلو فيه كفة إلى السماء، وتهبط أخرى حتى تلاصق الأرض. وليس القب الذي يرفع هذا الميزان هو توراة (موسى) ولا إنجيل (عيسى)، ولا هو القرآن الذي بلغه (محمد)، كما أن صنجاته ليست من المروءة أو الكرم أو الزهد، ولكنها من نوع آخر تبيحه المدنية وتشجعه، من الغش، والطمع، والمكر، والاستغلال الشنيع الذي لا يصده حتى عرض فتاة مسكينة تتضور جوعاً!
فكيف إذن تطلب من امرأة ضعيفة جائعة محرومة من شريعة الدين وشريعة المدنية، أن تفهم معنى الكرامة والشرف وقداسة العرض في هذا المعترك الضال؟ الإنسان ظل للنظام الذي يعيش فيه، فكيف يستقيم الظل والعود أعوج؟
كيف؟ كيف؟ لم يعجبني دفاع نفسي عن البغي. رأيت فيه دفاعا عاطفيا لا يجوز على العقل، فاختلفنا. واتفقنا أن نقدم (للرسالة) هذه القضية.