[الخلود]
'
للشاعر الفرنسي الكبير لامارتين
ترجمة السيد أحمد عيتاني
أحب لامارتين (ألفير) حباً ملك عليه حواسه ومشاعره وكاد يقرب من العبادة إلا أن القدر أبى أن يمنعه بهذا الحب طويلاً، فبينما هو يقضي إلى جانب محبوبته ألذ ساعات العمر وأعذب أوقات الحياة، إذا بالنبأ يفاجئه بأنها مريضة ومشرفة على الموت، فينال هذا النبأ منه وينظم آلامه وشجونه في تلك القصيدة التي ينظر فيها إلى الموت نظرة المنقذ الذي ينقل الإنسان من آلام الحياة الفانية إلى سعادة الحياة الأبدية
لقد آلت شمس أيامنا منذ فجرها إلى الاصفرار!
فهي لا تكاد ترسل نحو جباهنا الكليلة
سوى بضعة أشعة مرتجفة تقاوم الظلمة!
ولكن الظلمة تنمو، والضياء يتلاشى، وينمحي كل شيء ويزول!
ألا فليرتعد سواي أمام هذا المشهد! ولتخنه قواه!
وليبتعد مرتجفاً عن شفا الهوة!
وليعجز عن الاستماع بعيداً دون أن يجزع
إلى أنشودة الموت البائسة التي يتهيأ لالتقاطها، أو إلى الزفرات
المختلفة تصعدها حبيبة أو شقيق
فتعلق حول أطراف سريرها الكئيب!
أو إلى الناقوس المدوي،
تنشر دقاته المضطربة بين الملأ أن فلاناً قد قضى!
سلاماً أيها الموت! أيها المنقذ السماوي!
إنك لا تظهر لي في هذا الشكل الرهيب
الذي ألبسك إياه الوهم والرعب زمناً طويلاً!