للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن ذراعك لا تحمل ذلك الخنجر الهدام!

إن جبينك ليس مرعباً! وإن عينيك ليست غادرة!

إن رباً لطيفاً يسوقك لتخفيف الآلام!

إنك لا تهلك! إنك تنقذ!

وإن يدك لرسول سماوي يحمل شعلة إلهية!

عندما تنطبق عيني المتعبة على ضوء النهار

ستأتي، وتغرق جفونها بنور أشد نقاوة منه!

ويفتح أمامي الأمل، وأنا أحلم في القبر على مقربة منك

أبوابَ عالم أبهى من هذا العالم!

تعال إذاً وأنقذني من قيودي الجسدية!

تعال وافتح لي سجني! تعال وأعرني جناحيك!

ما يلهيك؟! اظهر! ولأقذف بنفسي أخيراً

نحو هذا الكائن المجهول: مبدأي وغايتي!

من فصلني عنه؟! من أنا؟! وما يجب أن أكون؟!

إني أقضي ولا أفهم معنى الحياة!

أيتها الروح! أيها الضيف المجهول! يا من أسائلك عبثاً!

في أية سماء كنت تقطنين قبل أن تكوني فيّ؟!

أية قوة قذفت بك إلى هذه الكرة الأرضية؟!

وأية يد ألقت بك في سجنك الصلصالي؟!

أي روابط خفية، وأي عقد مدهشة

جعلتك تقيمين في الجسد، وجعلت الجسد مالكاً لك!

أي يوم تنفصلين فيه عن المادة؟

وإلى أي صرح جديد تغادرين الأرض؟

أتنسين عندها كل شيء؟!

أتعودين بعد القبر إلى الحياة؟!

<<  <  ج:
ص:  >  >>