للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أتبدئين حياة ثانية؟

أم ستعملين، وقد تجردت إلى الأبد من قيودك الفانية

على التلذذ بحقوقك الخالدة

في جوار الله مبدأك ومعادك!

أي نعم. ذاك ما أتمناه يا نصيفة حياتي!

ذاك ما جعل نفسي مطمئنة

وقادرة على النظر، دون ما ذعر إلى قسمات وجهك الوسيمة

تذوي عليها ألوان ربيعك الساطعة!

ذاك ما جعلك ترينني أبتسم

وأنا أموت شاباً فريسة تلك الطعنة التي أصبت بها!

ذاك ما جعل دموع الفرح تلمع في عيني

عند رؤيتك الأخيرة، في وداعنا الأخير!

(أمل باطل!) هكذا سيقول أتباع أبيقور!

إنهم سيقولون: (يا فاقد الشعور، يا من يخدعك غرورك الكثير!

أنظر حواليك: فكل شيء يبدأ ويتلاشى!

كل شيء يسير إلى نهاية! وكل شيء يولد ليموت!

إنك ترى الزهرة تذوي في تلك الحقول الصفراء!

والأرزة الشامخة تسقط في الغابة تحت أعباء السنين لتفنى خلال الأعشاب!

إنك ترى البحار تجف في أحواضها الناضبة!

والسماوات نفسها قد أخذت بالاضمحلال!

حتى الشمس، ذلك الكوكب الذي كتم الزمن مولده

تسير مثلنا نحو الفناء!

ولسوف يبحث البشر عنها يوماً فلا يجدونها، فيتيهون في الفضاء الفارغ!

إنك ترى الدهور حواليك، في الطبيعة كلها! تتراكم غباراً على غبار!

وإنك لترى الزمن يخطو خطوة واحدة فيطويك مع كبريائك!

<<  <  ج:
ص:  >  >>