للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[الأدب والفن في أسبوع]

سلامة موسى يعارض التعليم الديني:

منذ أسابيع أصدر معالي وزير المعارف قراراً يجعل التعليم الديني مادة إجبارية في المدارس الابتدائية بعد أن كان مادة اختيارية لا يجب تحصيلها لاجتياز الامتحانات، فأصبح من المواد الأساسية التي لا بد من الامتحان فيها لبلوغ النجاح. وقد كان لهذا القرار موقع حسن في النفوس، اغتبط له كل من يقدرون أثر الدين في طبع الناشئة بطابعه، وتشُّرب نفوسهم روحه، وتبصيرهم بحقائقه، ليكونوا مواطنين متعاونين على الخير، متمسكين بالفضائل، متهجين نحو المثل العالية.

ولكن في مصر - مع الأسف - مفكراً حرا، أو هكذا يقولون، لم يغتبط لذلك، بل ابتأس له، واعتبره تخلفاً ورجعية. . . ذلك المفكر الحر المزعوم هو سلامة موسى، كتب مقالا في جريدة (النداء) بعنوان (الرجعية تتحدى الزمن) قال فيه: (ونحن نقرأ هذه الأيام عن حركات يراد منها تقييد التعليم في الجامعة، وبعث التعليم الديني في المدارس على الرغم مما سوف يحدثه من خلاف بل شجار بين المسلمين والأقباط) ولست أدري أين قرأ عن الحركات التي تقيد التعليم في الجامعة. وقال (. . . وعباس العقاد أيضاً يقول بأننا نكون شيوعيين حين نقول بفصل الدين عن الدولة، فهل فهم نهرو ذلك أيضاً؟ وهل كان شيوعياً عندما فصل دولة الهند عن ديانتها الهندوكية؟ إن لنهروا مذهباً في الوطنية وللرجعيين في مصر مذهباً آخر، فأيهما أصح؟) ثم قال (وأعود فأطلب المقارنة بين الساسة الهنود والساسة العرب في أقطار الشرق العربي كله، وأعود فأتساءل: هل نحن المصيبون وهم المخطئون أو العكس؟ لقد فصلت الهند الدين من الدولة في حين أننا شرعنا في تعليمه بالمدارس وجعلناه مادة أساسية).

وسلامة موسى، إذ يقول هذا الكلام ويفكر ذلك (التفكير الحر) إما أن يكون سيئ النية نحو الدين الإسلامي متعصباً ضده، وإما أنه يجهل حقائق هذا الدين فهو يكتب عن جهل ويدس أنفه فيما لا يعنيه، وقد يجتمع الأمران ولكني أوثر الإغضاء عن الأمر الأول، فحسبه جزاء عليه، إن كان، ما يجد من الغيظ في نفسه، وإذن لا أجد مناصاً من الأمر الثاني وهو جهل مفكرنا الحر حقائق الإسلام.

<<  <  ج:
ص:  >  >>