للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[إلى إمام الأزهر]

العقائد الوثنية

في الكتب الأزهرية

للأستاذ محمود أبو ريه

هذه كلمة خاصة نرجو أن تبلغ مسامع الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر، وأن تصيب مكان العناية منه فينهض بما أوتي من علم واسع وعزم قوي إلى العمل على تخليص العقائد الدينية من نزعات الوثنية، وتحرير العقول من رق التقاليد الخرافية، حتى تصبح هذه العقائد سالمة خالصة، وتنطلق العقول والأفكار إلى العمل على كل ما يعود عليها بالنفع والخير. وإنه إن يفعل ذلك يكون قد أقام الأصل الأول للدين الإسلامي وهو التوحيد الخالص، الذي هو (كمال الإنسان) كما قال أستاذنا الإمام محمد عبده، ووضع أساس الإصلاح في بلادنا إذ لا يقوم أي إصلاح في أي مرفق من مرافق الحياة إلا بعد تطهير العقائد وتحرير العقول. ذلك بأن العقائد الفاسدة كما لا يخفى تأخذ بأيدي معتقديها وأرجلهم، وتغل عقولهم عن التفكير الصحيح، وتصيب عزائمهم بالشلل الاجتماعي، فلا يعملون في الحياة ولا يُعدون لها عدتها. وأنى لهم العمل وقد (رموا الحمول. . .) على ما اتخذوهم أولياء بزعمهم فاستيقنوا أنهم يقضون حاجاتهم ويجيبون دعواتهم

وإن الذي جعل العقائد الوثنية تفشو ولا ريب بين المسلمين هم أكثر شيوخ الأزهر بما يبثونه في فتاواهم وأحاديثهم ودروسهم ومجلاتهم، ولولاهم لما وجدت الوثنية سبيلاً إلى عقائد المسلمين، ذلك بأنك ترى الرجل من دجاجلة الصوفية يدس عقائد الشرك بين من يسميهم مريديه، ويعبث ما شاء له الجهل أن يعبث بعقول هذه الطوائف الساذجة، فإذا التفت إلى الشيخ الأزهري، وهو الذي يرجى منه أن يعمد إلى ما يبنيه هذا الرجل الصوفي فيأتي عليه من القواعد، لتنظر ماذا يصنع إزاء ذلك وجدته يناصر هذا الدجال ويؤيده؛ وقد بلغ من بعضهم أن يمشي في ركابه ويدعو الناس إلى احترامه وإجلاله فيقول: إن العلم علمان: علم الظاهر وهو لنا، وعلم الباطن الذي هو علم الحقيقة وقد فاز به شيوخ الصوفية. وبذلك يصبح ذلك الرجل الجهول قطب وقته وولي عصره

<<  <  ج:
ص:  >  >>