للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولقد كنت يوماً أناقش أحد شيوخ الأزهر فيما يصنعه هو وأمثاله من العمل على إشاعة العقائد الوثنية بين المسلمين، فكان مما أجاب به: إن هذه الأمور قد درسناها على شيوخنا في الأزهر علماً وأخذناها عنهم عملاً، وهي ثابتة في الكتب الأزهرية. وقد قرر شيخنا الدردير في الخريدة أن من لا شيخ له فشيخه الشيطان. وقال إمامنا البيجوري في حاشيته على الجوهرة: إن الله تعالى يوكل ملكا على قبر الولي يقضي حوائج الناس. فنحن لا نقول إلا عن علم ولا نفتى إلا بدليل. ثم التفت إلى متعجباً وقال: كأنك لم تقرأ ما ينشر كل يوم في المجلات الدينية من الفتاوي الدجوية، وآخرها فتوى فائدة الأربعاء القناوية. أو كأنك لم تطلع على القصيدة الصدفية في الاستغاثة بالحضرة الأحمدية البدوية التي نشرت بمجلة الرسالة الغراء! ألا فادرس العلم الصحيح من مصادره، وارجع إن أردت المزيد إلى ما أثبته الشيخان (الأكبران) الشرقاوي والبيجوري وهما ممن بلغوا درجة الإمامة وتولوا مشيخة الأزهر لترى كيف يكون علم العلماء المحققين. فغادرته ورجعت إلى هذه الكتب التي ذكرها لأرى ما فيها، وما كدت أعبر بعض صفحاتها حتى تلقاني علم زاخر وجدت أن لا قبل لي بملاقاة أمواجه، فقفلت راجعاً وقلت اللهم إن السلام في الساحل

أما الكتاب الأول فهو شرح الخريدة البهية (للقطب الكامل والغوث الواصل أبي البركات سيدي أحمد الدردير)

قال هذا القطب بعد أن ذكر من العقائد ما شاء له علمه: إن على كل مسلم (اتباع شيخ عارف قد سلك طريق أهل الله على يد شيخ كذلك إلى أن ينتهي إلى رسول الله)، ثم قال: (ومن لا شيخ له فشيخه الشيطان. وبعد ذلك أوجب على المسلمين تقليد الأئمة الذين ذكرهم اللقاني في الجوهرة بقوله:

وما لك وسائر الأئمة ... كذا أبو القاسم هداة الأمة

فواجب تقليد حبر منهم ... كذا حكى القوم بلفظ يفهم

على أن المسلم لا يدري ماذا يأخذ وماذا يدع في هذا الأمر وهو يجد في كتب العلم مع هذا القول قولا آخر هو:

ألا كل من لا يقتدي بأئمة ... فقسمته ضيزى عن الحق خارجة

فخذهم عبيد الله عروة قاسم ... سعيد سليمان أبو بكر خارجة

<<  <  ج:
ص:  >  >>