ولما فرغ من وجوب تقليد الأئمة الأربعة قال باتباع أبي القاسم الجنيد ومن تبعهُ، لأن من عداهم (من جميع الفرق على ضلال)، ثم قال إن تمام النعمة في اتباع الأقطاب الربانيين أسياده أحمد الرفاعي وعبد القادر الجيلاني وأحمد البدوي وإبراهيم الدسوقي وأبو الحسن الشاذلي ومحمد الخلوتي وعبد الله النقشبندي وأتباعهم (فهؤلاء كلهم سادات الأمة المحمدية)
وقد جاء الشيخ (المحشي) وهو (العلامة الكبير والفهامة النحرير سيدي أحمد الصاوي) فترجم لهؤلاء الأقطاب الربانيين وذكر مناقبهم. وقد أورد من مناقب الرفاعي أنه (أراد شراء بستان فأبى صاحبه ألا يبيعه إلا بقصر في الجنة)، فقال له:(قد اشتريت منك بذلك) وكتب له عقداً هذه صورته: (بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما ابتاع إسماعيل من العبد أحمد الرفاعي ضامناً على كرم الله قصراً في الجنة يحف به حدود: الأول لجنة عدن؛ والثاني لجنة المأوى؛ الثالث لجنة الخلد؛ الرابع لجنة الفردوس، بجميع حوره وولدانه وفرشه وأشربته وأنهاره وأشجاره عوضاً عن بستانه في الدنيا، والله شاهد على ذلك وكفيل) فلما مات إسماعيل دفن معه العقد فأصبحوا وإذا مكتوب على قبره (قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً)
ونقل من كرامات السيد البدوي أن ابن دقيق العيد اجتمع به فقال له إنك لا تصلي، ما هذا سَنَن الصالحين. فقال له اسكت وإلا طيرت دقيقك، ودفعه فإذا هو بجزيرة متسعة جداً، فضاق ذرعه حتى كاد يهلك، فرآه الخضر فقال له لا بأس عليك، إن مثل البدوي لا يعترض عليه. اذهب إلى هذه القبة وقف ببابها فإنه سيأتيك العصر يصلي بالناس فتعلق بأذياله لعل أن يعفو عنك، ففعل فدفعه فإذا هو ببابه
وساق من كرامات الدسوقي أنه يعرف جميع اللغات حتى لغات الوحش والطير، وأنه صام في المهد، ورأى اللوح المحفوظ وهو ابن سبع سنين، وأنه ينقل اسم مريديه من الشقاوة إلى السعادة. ومن أراد أن يستزيد من معرفة مناقب هؤلاء الأبطال فليرجع إلى هذا الرسالة فإن فيها العجب العجاب
أما الكتاب الثاني فهو حاشية الشيخ الباجوري على شرح ابن قاسم وقد جاء في باب الجنائز ما يلي: