(قصة فاشودة معروفة مشهورة، وتتلخص في أن بعثة فرنسية انحدرت من الحبشة إلى أعالي النيل ورفع قائدها العلم الفرنسي هناك فتصدى له حاكم السودان البريطاني بحجة أن هذه الأرض ملك لمصر، وتخرج الموقف يوم ذاك بين فرنسا وبريطانيا حتى توقع العالم قيام الحرب بينهما لهذا السبب، وقد استطاعت بريطانيا أن تفوز بغايتها وأن تتخذ من موقف الحكومة المصرية مطية لهذه الغاية.
وهذه الرواية من الشعر المجهول لحافظ إبراهيم فليست في ديوانه، ولا عرفها أحد له، ولكنا وقفنا عليها منشورة في إحدى المجلات عام ١٩٠١ م، فنحن ننشرها على أنها أثر أدبي نادر يكشف عن ناحية من نواحي الشاعرية في حافظ إبراهيم ثم لنذكر بها أنباء مصر بتارخها بمناسبة ما يجري من أفاعيل السياسة الإنجليزية في السودان).