للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أندلسيات:]

٤ - ابن بسام صاحب الذخيرة

والشاعر أبو مروان الطُّبْني

للأستاذ عبد الرحمن البرقوقي

أما كتاب الذخيرة فليس أصدق في التعريف به مما جاء في تصديره أو مقدمته أو مدخله أو خطبته، وإذ أن خطبة هذا الكتاب طويلة فلنجتزئ بذكر ما يهمنا منها، وهنا ننبه القارئ إلى أن مستهل هذا الكتاب الموجود في النسخ الموجودة بدار الكتب المصرية هو غير مستهل الخطبة الحقيقي. وإليك هذا المستهل كما هو في النسخ المذكورة:

(الحمد لله الذي أبرز قمر الآداب في سماء الكمال، وجعل لها أهلا كالنجوم يقتدى بهم ويهتدى مدى الأيام والليال، وصلاةً وسلاما على السيد السند الرسول المفضال، وأصحابه وأزواجه والآل، ما صدح هزار الفصاحة على أغصان فنن البلبال، وبعد: فيقول صاحب العزلة والانفراد أبو عبد الله عبد الملك بن المنصور بن عبد البر بن عدي بن هشام بن أحمد بن بسام: أني كلِفْتُ منذ زمان بأن أعد محاسن أهل جزيرة الأندلس، ورأيت العزلة والانفراد عن هذا العالم في هذا الزمان، واجبةً بحسب الإمكان، وأردت قطع التردد عن مجالسة الرجال، لا سيما والفكر مشغول في بحر التفكير فيما كلفت به وأدركته بعد أمة. ولا أدعي أني اخترعته ولكني لعلي أحسنت حيث أتبعت، وانتقيت ما جمعت، وتألّفت على الشارد، واغتنيت عن الغائب بالشاهد. . . الخ الخ) وهذا كلام كما ترى غث بارد مغسول لا يصدر عن مثل ابن بسام، ولعله تلفيق حَمْقىَ النساخين، يضاف إلى ذلك أنه ورد فيه اسم ابن بسام وخطأ فليس اسم ابن بسام عبد الملك ابن المنصور. . . وإنما اسمه عليّ وكنيته أبو الحسن لا أبو عبد الله. . . إذن هذا كلام مفتعل. ومستهلّ الخطبة الحقيقي هو كما ورد في نفح الطيب ما يأتي:

(أما بعد) حمداً لله ولي الحمد وأهله، والصلاة على سيدنا محمد خاتم رسله، فأن ثمرة هذا الأدب، العالي الرتب، رسالة تنثر وترسل، وأبيات تنظم وتفصل، تنثال تلك انثيال القطار، على صفحات الأزهار، وتتصل هذه اتصال القلائد، على نحور الخرائد، ومازال في أفقنا

<<  <  ج:
ص:  >  >>