رويت الإلهة إذن وشفت ما في أنفسها من ظمأ إلى دماء الضحايا، وإن لم تغفر لديانا البارة، ديانا ربة القمر، إنقاذها للفتاة التعسة إفجنيا، وهي على قاب قوسين من خناجر الكهنة والربيين القساة
لقد أبت الإلهة إلا أن تشرب من ماء الحياة القرمزي المتدفق في عروق عبادها المخلصين من أبناء هيلاس؛ فلما ذهب كالخاس، عراف الحملة، يستوحي أربابه في معبد دلفى هل لها مطلب آخر في ضحية أو قربان بعد تقدمه إفجنيا، ارتفع الصوت الخافت المنبعث من صميم مقصورة الإله الأكبر يقول:(لا. . . . ولكم أن تقلعوا اليوم. . . . فإذا كنتم عند شطئان طروادة، فان لنا دم الفارس الأول الذي تطأ قدماه رمال الشاطئ. . . سيقتل، وسيكون لنا عوض من إفجنيا!)
ودعا إليه أبناءه ايولوس رب الرياح الست فأمرهم أن يكونوا جميعاً في خدمة الأسطول الهيلاني، حتى يصل إلى طروادة. . . . (وأنا أعرفك يا بوريس حين تعصف وتزف، وتصبح ويلا على الجواري أي ويل؛ وأنت يا كوروس، إياك وهذه البوارح التي تصلي بها سفائن القوم، وأنت يا أكويلو؛ وأنت أيضاً يا نيتوس، إن ريحك مجفل، وهبتك هوجاء، ولفحاتك حرور، وأنفاسك سموم، فان لم تترفق بالقوم، وتجر بين أيديهم رخاء، فلأسجننك في الكهف الأسود حتى حين، أما أنت يا ولدي إيودوس، فأحذر أنت تصيب الناس سوافيك أو يسوء فألهم فيك؛ بل كن لهم خادماً أميناً، تدفع ركبهم في رفق، وتملأ شراعهم في أناة. . . . ويسرني أن تسمعوا لنصيحة زفيروس، فهو ألينكم عريكة، وأكثركم صفاء. . . ألقوا إليه بزمامكم، ولا تختلفوا في أمر يلقيه إليكم، أصلح لكم زيوس أحوالكم. . . .)