للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يترضونه ويعتذرون عن رجمهم إياه يوم القربان المشئوم، ثم انتشرت الشراع ورفعت المراسي، وهمت الفلك فاحتواه البحر اللجي، وما عتمت أن صارت من الماء والسماء في خضرتين، ومن دروع الجند وزبد الموج في لبدتين، ومن قلوب الشعب الهاتف فوق الشاطئ الشاحب في بحر من الآمال!

واضطرب البحر بعرائس الماء وأبكاره، أسرعن من كل فج يحيين أبطال هيلاس، يخفين الوشائح السوداء التي ادخرنها لأيام الفصل، إن أيام الفصل كانت ميقاتاً

وتوارت الشمس بالحجاب، وبزغ القمر يفضض حواشي الماء، وحملقت النجوم ترى إلى هذا الأسطول اللجب يمخر عباباً من خلفه عباب، ويطوي لجة من ورائها لجة، والملاحون دائبون ما ينون، مرسلين في اللانهاية ألحانهم، مرددةً الرياح أغانيهم وأنغامهم؛ والقادة متكبكبون حول القائد الأعلى، حول أجاممنون، يدرسون تلك الخطة، وينقدون هذه الفكرة، ويدبرون من أمرهم ما يصل بهم إلى نصر عزيز

وتنفس صبح اليوم الثالث. . .

وبدت طروادة العاتية في الأفق الشرقي، متشحةً بالشفق النحاسي، الذي صبغ سماءها بالبنفسج الرائع، تتفجر منه أنهار من الدم!!

طروادة!

ذات الأبراج المشيدة، والقباب المنيفة!

إليوم!!

بنية نبتيون إله البحار يوم نفاه زيوس من جنة الأولمب، ونفي معه أبوللو، فساعده في بنائها بموسيقاه!!

يا ما أروعه منظراً أن ترى إلى أبوللو العظيم يعزف على قيثارة المرنة، فتثب الحجارة وتتراقص، وتقفز إلى مكانها من أسوارك يا إليوم!!

طروادة يا ذات الحول!

أين تنام هيلين الساعة سالمة حالمة، وأيان تتقلب ترب فينوس ملء ذراعي باريس!!

ويحك يا منالاويس!

إنه ينظر بعينين مشدوهتين إلى أسوار طروادة، يتمنى لو تندك على العاشقين الآثمين!!

<<  <  ج:
ص:  >  >>