أرسلت حكومة الولايات المتحدة البكباشي ريد إلى جزيرة كوبا ليفحص سبب وباء الحمى الصفراء. وكانت الحرب الأسبانية انتهت في كوبا. فأعلن البكباشي أن الحرب قائمة ضد عدو جديد هو الحمى الصفراء. وطلب متطوعين ليجرب فيهم عض البعوض ليعلم هل تنقل الحمى به. فتطوع لازار وهو صياد مكروب متدرب، وتطوع كارول وكان جراحا مساعدا في الجيش
- ٣ -
واستدعى رجال الحكم رِيدَ إلى واشنطن ليؤدي تقريره عن أعمال جرت في الحرب الأسبانية. فلما جاءته الدعوة أصدر أوامره مفصلةً إلى كارول ولازار وأَجَرَمُنْتي. وكانت أوامر سريّة، وكانت غاية في التطرف والوحشية إذا أنت قرنتها بطبع ريد المعتدل الهادئ - أوامر إذنابية لا ترضاها الذمم، وهي إلى جانب هذا خروج على النظام العسكري، فما كان لدى ريد إذن من رؤسائه في الجيش بإصدارها. ورحل ريد إلى واشنطن. وقام لازار وكارول يصدعان بأوامره فيركبان خطة غاية في الجرأة لم يركبها قبلهما من صُياد المكروب أحد. أما لازار، وقد كنتَ بالأمس تقرأ في عينه معنى الفناء ووجْمة الموت، فقد صرت اليوم تقرأ فيها معنى العزم والتلهف على البحث. وأما كارول فقد كان جندياً بطبعه فلم يأبه عمرّه بمجالس التأديب العسكرية ولم يحفل قط بالموت، وقد كان في المكروب صياداً طويل الحبل طويل الباع
بدأ لازار خطته. فحمل معه في زجاجات تلك البعوضات التي فقّسها فخرجت من البيض تحمل على أظهرها أقلاما من فضة وأخذ يسير بها بين سرائر المرضى وقد اصفرّت