للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[كلمة أخرى]

للأستاذ محمود محمد شاكر

قرأت كلمة الأستاذ محمد العربي العلمي في عدد الرسالة (٧٥٩) يردَ على ما كتبته في قضية الاستقلال الذي تطالب به بلاد المغرب، ومن حق الأستاذ أن يردَ، ومن حقه أن يعلمني ما أجهل، ومن حقه أن يرشدني إلى وجه الصواب فيما زعمت أو رأيت، كلّ هذا من حقه، ولكن ليس من حقه أن يخرج الكلام عن جادّته، أو أن يستنبط منه أشياء ليست فيه كقوله إني عرضت للوطنيين من أهل المغرب (فاتهمت زعماءهم وأهل الرأي فيهم بالسفه والغفلة والتخاذل والتهاون في حقوق البلاد أو ما يشبه ذلك من أنواع التهم)، فهذا شئ مردُّه إلى ما كتبتُ لا إلى ما يقول به الأستاذ العلمي. والسفه والغفلة وما يشبه ذلك من أنواع التهم!! كلمات كبيرة لا يحل للأستاذ أن يدّعى أنى أردتها بغير برهان من نص كلامي الذي كتبته.

ثم كرر الأستاذ العلمي أن الذي جاء في كلمتي إنما هي أشياء ألقيت إلى فحكيتها بلا تحقيق ولا روية، أو ألقيت إلى فاعتقدتها كل الحقّ وأغفلت ما وراءها. وأظن أيضاً أن هذا شئ غير لائق به أن يقوله، فضلا عن أن يكتبه. ولم أكن أظن أن الأستاذ العلمي يجترئ على أن يصفني بأني أُذُن تصرفه عن الحق صداقة صديق أو عداوة عدو، ولكنه فعل، فلا أقل من أن أجزيه بالصفح عنه إكراماً لصديقي الأستاذ محمد بن الحسن الوزّانى، فهو رسوله وسفيره والنائب عنه.

ثم رأيت الأستاذ أكرمه الله يزعم أنى بما كتبت إنما كنت أحاول أن أحدث في الائتلاف الوطني المغربي (ثلمة) وأن ألقى حوله (بذرة من بذور الشقاق)، وهذا شئ كثير، ولكنى أعود فأصفح عن الأستاذ، لا لشيء إلا لأني أترك الحكم في هذا الأمر لمن يقرأ فيفهم، وما أظن أحداّ ممن يطلع على ما كتبت يستطيع أن يقول أني (حاولت) هذا الذي زعمه الأستاذ.

ثم رأيت الأستاذ يقول: (ولعلى لا أكون فضولياّ إن زعمت أن الذين ذكرهم الأستاذ شاكر من زعماء تونس والجزائر ليسوا معه على الرأي الذي نسب إليهم)، وأنا لم أنسب إليهم شيئاً قالوه إلا قولهم (لا مفاوضة إلا بعد الاستقلال)، وليس يهمنى أن يكون الأستاذ العلمي

<<  <  ج:
ص:  >  >>