فضولياً أو غير فضولي، ولكن الذي يهمني ويهمّ قراء الرسالة وسائر العرب والمسلمين هو أن الذي حكيت عن زعماء تونس والجزائر صحيح قد اتفقوا عليه وقيدوه بالكتابة كما جاء في بيان سمو الأمير الجليل محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي نشره في صحيفة الأهرام. وقد جاء فيه أن الأمير أعزّه الله خابر جميع (رؤساء الأحزاب المغربية ومندوبيها) فاتفق رأيهم على تكوين (لجنة تحرير المغرب العربي) من كافة الأحزاب الاستقلالية في كل من تونس والجزائر ومراكش على أساس مبادئ الميثاق التالي: ثم جاء في نص هذا الميثاق (د - لا غاية يسمى لها قبل الاستقلال - هـ - لا مفاوضة مع المستعمر في الجزئيات ضمن النظام الحاضر - و - لا مفاوضة إلا بعد إعلان الاستقلال) وقد وقع هذا الميثاق جميع من ذكرتهم في كلمتي ومن لم أذكرهم من رجال الأحزاب المغربية في تونس والجزائر ومراكش، ومن بينهم الأستاذ محمد العربي العلمي، والأستاذ الناصر الكتاني نيابة عن حزب الشورى والاستقلال.
والعجيب الذي لا يقضى منه عجب هو أمر الأستاذ العلمي، فقد كتبت كلمتي للرسالة بعد أن قرأت في الأهرام (الاثنين ٥ يناير ١٩٤٨) تحت عنوان (محاولة جديدة للتوفيق بين فرنسا والمغرب) وقد جاء في هذا النبأ ما نصه. (ويقول الحزب في مذكرته إنه يعتزم تحقيق المطالب الوطنية وهى استقلال البلاد - في نطاق وحدته الجغرافية والسياسية، وفى دائرة ملكية دستورية - من طريق المفاوضات، ولاتجاه بالمغرب في مرحلة انتقال تسمح له بأن ينظم شئونه تنظيماً حراً وبأسرع الطرق إلى تحقيق سيادته التامة واستقلاله المضمونين بمعاهدة تحالف وصداقة تبرم في ظل الحرية والمساواة بين المتحالفين. ويمكن تهيئة الجو السياسي الملائم لتحقيق ما تقدم، بأن يعلن رسمياً باسم فرنسا حق الشعب المغربي في تدبير شئونه في وقت قريب، وبأن تعتبر مصالح المغاربة ذات أسبقية في بلادهم، مع الصيانة التامة لسيادة البلاد واستقلالها الوطني)،
هذا ما جاء في المذكرة التي قدمها حزب الشورى والاستقلال إلى الجنرال جوان المقيم الفرنسي، وهو صريح في النص على تحقيق (استقلال البلاد من طريق المفاوضات)، وهذا الذي دفعني إلى كتابة ما كتبت عن حزب الشورى والاستقلال، وهو الذي دفعني إلى أن أتوسل إلى الصديق محمد بن الحسن الوزاني (أن يفئ إلى ما فيه مرضاة الله، وما فيه