للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[في إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب]

للأستاذ محمد إسعاف النشاشيبي

- ٤ -

في ج ٨ ص ١٨١ وهذا شيء (يعني تفسير كتاب سيبويه لأبي سعيد السيرافي) ما تم للمبرد ولا للزجاج ولا لابن السراج ولا لابن درستويه مع سعة علمهم وقبض بنانهم.

وجاء في الشرح: وقبض بنانهم هو من قبض على الشيء بيده أمسكه وضم عليه أصابعه وهو إشارة إلى تمكنهم.

قلت: أغلب الظن أنه (فيض بيانهم) والمبرد بفتح الراء كما ضبط ابن خلكان في (وفيات الأعيان) وبين ابن عبد ربه في (العقد) ودل عليه خبران في (تاريخ بغداد) وللخطيب و (شرح المقامات) للشريشي. وكنت قد ذكرت كل ذلك في (الرسالة الغراء). ولما اطلع العلامة إبراهيم مصطفى الأستاذ في جامعة فاروق الأول على النصوص التي أوردتها نشر كلمة في الرسالة (٢٠٥) وذكر فيها أن الشيخين اللغويين الشنقيطي والمرصفي كانا يذهبان إلى كسر الراء ثم قال:

(ولعمري لو أنهما شهدا وهدى إليهما ما قدم في الرسالة من النصوص لما رأيا إلا الفتح. . . فما كان لهؤلاء من العلماء من التشدد في الحق إلا ريثما تنكشف لهم الحجة في غير ما بأيديهم، فهم أتباع الحق أبداً. . .)

وهذه طرائف جديدة تنصر الفتح:

روي ابن حجة في (خزانة الأدب) لشيخ الشيوخ عبد العزيز الأنصاري الحموي:

ويلاه من نومي المشرد ... وآه من شملي المبدد

يا (كامل) الحسن ليس يطفي ... ناري سوى ريقك (المبرد)

وجاء في الأساس: فلان يفصل كلامه تفصيل الفريد، وهو الدر الذي يفصل بين الذهب في القلادة المفصلة، فالدر فيها فريد والذهب مفرد، والواحدة فريدة، وقيل: الفريد الشذر، ويقال لبائعه: الفراد. وتقول: كم في تفاصيل المبرد، من تفصيل فريد ومفرد.

ومن عرف أسلوب الزمخشري في سجعات الأساس أيقن أنه لم يقصد إلا الفتح. ومثل تلك السجعة هذه المقطوعة لسلمان ابن عبد الله الحلواني النهرواني:

<<  <  ج:
ص:  >  >>