للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[شلر]

للكاتب الكبير توماس كارليل

ترجمة الأستاذ يوسف عبد المسيح ثروت

تتمة

مور: من فوضني بهذا؟ - إن الظلام مخيم على كل مكان، متاهات شائكة، لا منفذ، ولا نجم هاد، يل ليتني تخلصت من هذا النفس، وكل شيء منته كمهزلة مؤسفة، ولكن ما مصدر هذا العطش الشديد للسعادة! ما مصدر فكرة الكمال الذي لا يمكن التوصل إليه! هذا الاستمرار في وضع الخطط الفاشلة، إذا كان الضغط الطفيف على هذا الشيء التافه (ممسكاً المسدس) يجعل من الحكيم والأحمق، والجبان والشجاع، وعزيز النفس وذليلها سواسية كأسنان المشط، وإذا كان الانسجام الإلهي موجوداً في الطبيعة غير العاقلة، فلم هذا النشاز في الطبيعة العاقلة؟ - كلا! كلا إن هناك شيئاً خلف كل هذا، لأنني لم اعرف العادة مطلقاً إلى الآن. أتعتقدون بأنني سأرتجف يا أرواح الذين أهلكتهم!؟ لا لن ارتجف (يرتجف بعنف) - فأنينكم الحافت الميت ووجوهكم المختنقة السوداء، وجروحكم الفاغرة المرعبة ما هي إلا حلقات في سلسلة القدر، ومصيرها في النهاية يتوقف على ألاعيبي الصبيانية وعلى نزوات مربياتي ومعلمي، وعلى مزاج والدي (مرتجاً من الرعب) لماذا جعلني بريلوس عجلاً نحاسياً لأشوي الإنسانية المسكينة في معدتي الملتهبة؟ (محدقاً في المسدس) الآن يمكن ربط الزمان والخلود في لحظة واحدة! - أيها المفتاح المرعب الذي يغلق خلفي سجن الحياة، ويفتح قدامي مسكن الليل الخالد - آه، قل لي! قل لي - إلى أين - إلى أين ستقودني؟ أإلى الأرض الغريبة التي لم يعد منها إنسان. انظر، إن الرجولة تنهار أمام هذه الصورة ويستسلم الإنسان لهذا المنظر المورع، والوهم الذي هو مسخ الشعور النزق يلعب بنا بصورة غريبة. كلا! كلا ليس من شأن الرجل أن يتأرجح ويخور في ساعة الحرج. كن من تشاء، إنني احتفظ بذاتي معي. أنا جنتي وأنا ناري. وإذا أردت أن ترسلني وحيداً فريداً شريداً طريداً إلى ركن مشتعل من أركان الكون. هذا الركن الذي أقصيته عن ناظريك، هذا المكان الموحش المظلم والصحراء المخفية التي لا حراك فيها ليصبح ذلك كل ما أمله والى

<<  <  ج:
ص:  >  >>