جاء في (أساس البلاغة) للإمام الزمخشري في الطبعتين وفي مخطوطة:
(. . . وتقول: بات فلان في الشفق، والفلق من الشفق إلى القلق أي في الخوف والمقطرة، وهي خشبة تفلق لأرجل اللصوص والدّعار يقطّرون فيها، ومن المجاز قول النابغة:
فإن تبلج فلق المجد عن غره ... مواهبه فأنت قسيم ما أفدت)
لم تعلق الطبعة الأولى على القول، وروايته فيها هي:
(فإن تبلج فلق المجد عن غره=مواهبه فأنت له قسيم)
وقالت الطبعة الثانية:(هكذا ورد بكل النسخ فليحرر).
فيبدو قول النابغة بهذا الرسم كأنه بيت شعر، وهو ليس كذلك، إلا أن يعد كل ما يكتب من الأقوال كما يكتب الشعر شعراً). . .
كلام الذبياني هو قسم من خبر هداني الله إلى مظنته، ولولا (أبو القاسم) ما اهتدينا. قال الزمخشري في إحدى مقاماته:
(ثم خوَّلك من جزالة الفضل ما حلّق على هام أمانيك ولم تطمح إليه ظنون عشيرتك وأدانيك).
وقال الإمام في الشرح:
(حلق على هام أمانيك نوع من المجاز لا تراه إلا في كلام من هو من البلاغة بالمنظر الأعلى كما حكى عن النابغة أنه استأذن على النعمان، فقال له الحاجب: إن الملك على شرابه. فقال النابغة: فهو وقت الملق تقبله الأفئدة وهي جذلى للرحيق والسماع، فإن تبلج فلق المجد عن غرة مواهبه فأنت قسيم ما أفدت).
في هذا الخبر قول النابغة الذي بلبل ناسخي (الأساس) وطابعيه. . .
ولما أطلعت الأستاذ (أحمد زكي العدوي) والأستاذ (عبد الرحيم محمود) - وهما من البقية المحققة - على الهدية الزمخشرية طربنا كلنا طرباً يعجز القلم عن وصفه. وأبو الطيب المتنبي يقول في مثل هذه الحال:(رب مالا يعبر اللفظ عنه).
وجاء في (الأساس) في الطبعتين وفي المخطوطة، والخطب هنا هين، لا بلبلة فيه. . .