في كتاب فارسي طبع عدة طبعات في الهند وإيران سورة دعيت سورة النورين، زعم مؤلف الكتاب أنها من السور القرآنية التي لم يقبل الخليفة عثمان بن عفان درجها في القرآن الكريم. وقد نقل هذه السورة المستشرقون عن هذا الكتاب ومن أشهر هؤلاء المستشرق نولدكة في كتابه (تاريخ القرآن)
والكتاب خير مرجع لمن أراد البحث عن تاريخ الملل والنجل والمذاهب والأديان في الهند وإيران، وخاصة في القرن الثاني عشر للهجرة، أي في العصر الذي عاش فيه مؤلف هذا السفر. على أننا لا نعرف عن مؤلف الكتاب شيئاً؛ وكل ما نعرفه أنه عاش في مدينة (أكرا) الهندية وأنه ألف الكتاب بين سنتي ١٠٦٤ و١٠٦٧ للهجرة.
يستهل صاحب الكتاب كتابه بالبحث في عقائد الفرس عبدة النيران فيفصل فيه تفصيلاً وافياً ويجيد فيه إجادة تامة. ويتناول حياة (زردشت) على الأخص بالتفصيل ويدعوه (النبي زردشت) وبعد هذا البحث ينتقل إلى آراء أهل الهند ثم أهل التيبت، فيجيد في بحث الهند أيضاً، ويتناول بالبحث بعض الفرق الهندية التي لا يعرف عن آرائها إلا النزر اليسير. وهو في بحثه هذا أشبه الناس بالبيزوني أبي ريحان محمد ابن احمد (٩٧٣ - ١٠٤٨) الفيلسوف الرياضي الشهير وصاحب (تحقيق ملل الهند) من حيث الطريقة في البحث والحرية في عرض الحقائق والحياد في معالجة القضايا الدينية ومناهج البحث.
المؤلف على ما يظهر رواية لما يسمع، محدث لما يرى، جالس علماء الطوائف المختلفة وتكلم إلى رؤساء الشيع والمذاهب، فنقل ما سمعه نقلاً لا ندري مبلغ درجته من الصحة لجهلنا بمنزلة المؤلف ودرجته من الحق. أخذ معلوماته عن السنة من كتاب واحد هو (كتاب الملل والنحل) للعلامة الشهير أبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني ولعله استمد معلوماته عن بقية المذاهب الإسلامية من هذا الكتاب أيضاً؛ غير أنه لم يذهب مذهبه في التقسيم ولم يتوسع توسعه في المعرفة بل اقتصر على معلومات عامة وخاصة تناسب الهند والحالة السياسية والاجتماعية التي كانت سائدة في ذلك الزمان.