واستمد معلوماته الشفهية عن أهل السنة والجماعة ممن اتصل بهم من العلماء أمثال (الملا عادل الكشغري التي التقى به في مدينة لاهور عام ١٠٤٨ للهجرة، والملا محمد معصوم الكاشغري، والملا يعقوب الترفاني وأمثالهم. ويجعل المؤلف ديباجته عن أهل السنة والشيعة هذه العبارة (سمعت من ثقات أهل السنة رحمهم الله وقرأت في كتبهم وفي كتاب الملل والنحل للشهرستاني أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل. تفرق بنو إسرائيل على اثنتين وسبعين ملة وستتفرق أمتي على ثلاث وسبعين ملة تزيد عليهم ملة كلهن في النار إلا ملة واحدة. قالوا: (يا رسول الله من الملة الواحدة) قال: (ما أنا عليه وأصحابي)
ويقسم المؤلف أهل السنة والجماعة إلى أصناف ثلاثة: معتزلة وأشعرية ومجسمة. ويتفرغ لبحث المجسمة على الأخص. فيذكر بعض حججهم واستدلالاتهم مثل قوله تعالى:(الرحمن على العرش استوى) و (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) ومثل ما روى في الحديث (قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن) و (خلق الله آدم على صورته). وقد أسهب في هذا الباب إسهاباً يلفت النظر، فالمعروف أن المشبهة أو المجسمة لم تكن إلا فئة قليلة بالنسبة إلى الأشعرية وهم غالبية السنة فلم كل هذا الإسهاب؟
وعد اليزيدية أو الأموية في عداد أهل السنة ومعلوماته عنهم لا تجلب إلى القارئ شيئاً جديداً، ولعل بعد مساكن اليزيدية عنه حال بينه وبين الكتابة كما يجب أن يكون.
أما الطائفة الثانية من الطوائف الإسلامية فهي الشيعة، ويستهل بحثه عن الشيعة بهذه العبارة:(سمعت من علماء الشيعة بأن الشيعة هم حزب علي بن أبي طالب القائلين بإمامته). ولم يذكر من طوائف الشيعة غير الإثني عشرية والإسماعيلية. ومرجعه عن الإثني عشرية رواية نفر من علماء الشيعة ممن كانوا يقيمون في مدينة لاهور. والظاهر أن الحديث معهم كان في عام ١٠٥٣ للهجرة. وهؤلاء العلماء الذين تحدث إليهم مؤلف الكتاب ونقل عنهم هم (ملا معصوم ومحمد مؤمن توني وملا إبراهيم، ذكر أثناء حديثه عن الإثني عشرية بعض العلماء أمثال العلامة الشيخ المفيد والشيخ الطوسي والشريف الرضي والمحدث الكليني صاحب (الكافي) وهو أشهر كتاب في الحديث لدى الشيعة الإثني عشري، والعلامة الحلي.