ويتكلم في موضوع انقسام الشيعة الإثني عشرية من حيث الفقه وأصوله إلى أصولية وهم غالبية الشيعة وجمهرتهم، وأخبارية وهم القائلون بالأخبار وبقوة الحديث تجاه الرأي وبترك الأخذ بالرأي والاجتهاد. ويستند في بحثه عن الأخبارية على كتاب (الفوائد المدنية للملا محمد أمين الإسترابادي أشهر علماء الإخبارية ولسان هذا المذهب ومنظمه).
وينتقل المؤلف إلى الغلاة من الشيعة وهم العلي اللهية الذين يؤلهون علياً. ومن رأى المؤلف أن رجال هذه الفرقة يضيفون إلى القرآن كل ما يجدونه من كلام الإمام علي، على أنه من كلام الله، فما دام القرآن هو كلام الله، وما دام الإمام علي هو الله بعينه فلم لا يجمع كلامه كله في صعيد واحد هو القرآن؟
وينفرد المؤلف بذكر فرقة إسلامية لم تعرف في كتاب آخر سماها (الصادقية) أو (المسيلمية) أتباع مسيلمة الذي يلقبه المسلون بلقب (مسيلمة الكذاب) ويدعي بأنه رأى هذه الفرقة في مشهد من أعمال خراسان عام ١٠٥٣ للهجرة، وأنه شاهد عالم هذه النحلة (محمد قلي)؛ وقد أخبره هذا العالم على ما يدعيه مؤلف الكتاب بأن مسيلمة الذي يلقبه المسلمون زوراً بلقب الكذاب إن هو إلا نبي مرسل وشريك محمد رسول الله في الرسالة.
ولمسيلمة هذا كتاب سماوي يضاهي القرآن ويحاكيه على حد تعبير إمام هذا النحلة اسمه (الفاروق) لأنه يفرق بين الحق والباطل، وهو (الفاروق الثاني)؛ أما الفاروق الأول فهو (الفرقان) أو (القرآن). وقد جاءت في (فاروق) مسيلمة آخر أحكام الله ونواهيه، لذلك فهو خاتم الكتب السماوية، كما أن مسيلمة هو خاتم الأنبياء والمرسلين.
ويزعم مؤلف الكتاب أن زعماء الصادقية يعرفون كتاب (الفاروق) ويحفظونه، وأن رئيسهم كان يحفظ هذا الكتاب المقدس، وأنه أخذه عن أجداه فأجداد أجداده إلى مسيلمة. وهو يفتخر بانتسابه إلى سلالة تشرفت بخدمة مسيلمة وقامت بواجب التعظيم لنبي مرسل ولكنه لم يذكر ولا آية واحدة من آيات هذا الفاروق على خلاف عادته في ميله إلى ذكر الغريب.
وتأخذ طرق (الصوفية) و (الإشراقية) و (الحكماء) حقلاً طويلاً من كتابه، فهو يبحث في فرقها حتى ينتهي الكتاب. ومن الطرق الغريبة طريقة (الواحدية) الذين يقولون بوحدة الجسد والروح. فهم في هذا على مثال القائلين بالطبيعة الواحدة في المسيح. ومؤسس هذه الطريقة هو (محمود) من قرية (مسجوان) إحدى قرى كيلان، وقد ظهرت دعوته عام ٦٠٠