قرر مجلس إدارة الجامعة المصرية أن ينشئ معهداً جديداً للدراسات الإسلامية يلحق بكلية الآداب: وقد نص في مشروع تنظيم هذا المعهد الجديد أن الغرض من إنشائه (تمكين الأساتذة والطلاب من العناية المنظمة بالعلوم الإسلامية من طريق الدرس والبحث ونشر النصوص القديمة. ومن طريق التأليف والترجمة أيضاً. وتبيين مدى ما كان من صلة بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية): وأما العلوم التي ستدرس في هذا المعهد فهي القرآن الكريم وما يتصل به من العلوم، والحديث وما يتصل به، والفقه وأصوله، والتاريخ الإسلامي وعلومه، واللغة العربية وعلومها وصلتها بالدين الإسلامي، واللغات الشرقية الإسلامية وآدابها من حيث صلتها بالدين الإسلامي وسيعتبر المعهد من المعاهد العالية ولا يلتحق به إلا من يحمل ليسانس الآداب، أو ما يعادلها. ومدة الدراسة فيه سنتان. وسيجري على قاعدة التخصص، فيتخصص الطالب في إحدى المواد المذكورة ويتقدم إلى نيل الدبلوم برسالة في مادته.
وهذه خطوة موفقة في الواقع. فقد كانت الدراسات الإسلامية في الجامعة إلى اليوم مشتتة مبعثرة، ولم تكن برامج كلية الآداب المقتضبة لتسمح بالتوسع في هذه الدراسات إلى الغاية المقصودة؛ وكان مما يبعث على الأسف أن نجد في كثير من الجامعات الأوربية الكبرى معاهد خاصة بالدراسات الإسلامية ولا نجد لها في جامعتنا المصرية نظيراً. نعم إن العلوم التي ستدرس في المعهد الجديد يدرس معظمها في الجامع الأزهر، ولكن الدراسة الأزهرية لهذه العلوم لا تجري على القواعد العلمية الحديثة ولم تحقق حتى اليوم آمال أنصار الثقافة الإسلامية في ميدان التخصص المستنير والتحقيق العلمي الصحيح.
الأستاذ ليفي بروفنسال
وفد على القاهرة منذ أيام العلامة المستشرق الأستاذ ليفي بروفنسال عميد معهد الدراسات الإسلامية برباط المغرب ليقوم ببعض بحوث في مخطوطات بدار الكتب المصرية. والأستاذ بروفنسال من أكبر الأخصائيين في عصرنا في تاريخ الأندلس والمغرب أو كما يسميه تاريخ الغرب الإسلامي. وهو منذ ثلاثين عاماً يحقق وينقب في هذا الميدان؛ وله فيه